الجميع في بواطنهم, فهي بمثابة فقر اجباري يراد به اشعار النفس الانسانيه بتساوي الجميع في عبادة الصوم لله وحده, فالجميع يمتنع عن الاكل والشرب والجماع ولغو الحديث, والوحدة الحقيقية هي تلك التي تتم حين يتساوى الناس بالشعور, لا حين يختلفون, وحين يتعاطفون باحساس الألم الواحد لاحين يتنازعون بالرغبات المتعددة, ان هذا المظهر السامي في الصوم ينير طريق المسلم ويجعل الأمة اكثر تماسكا واكثر اشراقا واعظم نورا ان ادركت القلوب معنى تلك العبادة العظيمة. ومن هنا ندرك ان الإسلام بفرضه هذه العبادة يؤسس لاجتماع المسلمين ولقيام وحدتهم التي تقوم على رابطة وحدة الدين والعقيدة ووحدة المبادئ الخلقية والعبادات التي تشعر بوحدة المسلمين واتحاد الموحدين, فقيام المجتمع الاسلامي على مبادئ الفضيلة والاخلاق هو امثل الطرق لتكوين الجماعات الدولية, ولا يعد الاجتماع العنصري او الاقتصادي امثل المجتمعات لتكوين الامم, وذلك لأن الجماعة الواحدة لاتتكون منها امة الا اذا اتحدت المشاعر والاهواء والمنازع النفسية, ولاتتكون هذه المشاعر تحت سلطان تبادل المنافع فقط, وذلك لأن تبادل المنافع يكون عند قيامها, ويزول عند زوالها ولاتتحد النفوس في هذا الظل العارض الذي يتغير بتغير الأحوال والازمان, ولم يعرف ان امة تكونت من مجرد التبادل الاقتصادي او الاشتراك في المنفعة المادية واستمرت وحدتها قائمة وان وجد مايشعر بمثل ذلك في فترات وجيزة, فهو غير قائم على عرى وثيقة بل انه يزول وان استمر الى حين. وبالموازنة بين تكوين