للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيا رَبِّ هَل تُغني عَنِ العَبدِ حَجَّةٌ ... وَفي العُمرِ ما فيهِ مِنَ الهَفَواتِ

وَتَشهَدُ ما آذَيتُ نَفساً وَلَم أَضِر ... وَلَم أَبغِ في جَهري وَلا خَطَراتي

وَلا غلَبَتني شِقوَةٌ أَو سَعادَةٌ ... عَلى حِكمَةٍ آتَيتَني وَأَناةِ

وَلا جالَ إِلّا الخَيرُ بَينَ سَرائِري ... لَدى سُدَّةٍ خَيرِيَّةِ الرَغَباتِ

وَلا بِتُّ إِلّا كَاِبنِ مَريَمَ مُشفِقاً ... عَلى حَسَدي مُستَغفِراً لِعِداتي

وَلا حُمِّلَت نَفسٌ هَوىً لِبِلادِها ... كَنَفسِيَ في فِعلي وَفي نَفَثاتي

وَإِنّي وَلا مَنٌّ عَلَيكَ بِطاعَةٍ ... أُجِلُّ وَأُغلي في الفُروضِ زَكاتي

أُبالَغُ فيها وَهيَ عَدلٌ وَرَحمَةٌ ... وَيَترُكُها النُسّاكُ في الخَلَواتِ

وَأَنتَ وَلِيُّ العَفوِ فَاِمحُ بِناصِعٍ ... مِنَ الصَفحِ ما سَوَّدتُ مِن صَفَحاتي

وَمَن تَضحَكِ الدُنيا إِلَيهِ فَيَغتَرِر ... يَمُت كَقَتيلِ الغيدِ بِالبَسَماتِ

وقُل لِرَسولِ اللَهِ يا خَيرَ مُرسَلٍ ... أَبُثُّكَ ما تَدري مِنَ الحَسَراتِ

شُعوبُكَ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها ... كَأَصحابِ كَهفٍ في عَميقِ سُباتِ

بِأَيمانِهِم نورانِ ذِكرٌ وَسُنَّةٌ ... فَما بالُهُم في حالِكِ الظُلُماتِ

وَذَلِكَ ماضي مَجدِهِم وَفَخارِهِم ... فَما ضَرَّهُم لَو يَعمَلونَ لِآتي

وَهَذا زَمانٌ أَرضُهُ وَسَماؤُهُ ... مَجالٌ لِمِقدامٍ كَبيرِ حَياةِ

مَشى فيهِ قَومٌ في السَماءِ وَأَنشَئوا ... بَوارِجَ في الأَبراجِ مُمتَنِعاتِ

فَقُل رَبِّ وَفِّق لِلعَظائِمِ أُمَّتي ... وَزَيِّن لَها الأَفعالَ وَالعَزَماتِ

الحكمة من الطواف

<<  <  ج: ص:  >  >>