للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ومثابة يرجعون اليه ليذكروا الله ويعظموه فالحاج والمعتمر يطوف سبعة اشواط حول الكعبة جاعلا الحجر الاسود نقطة الابتداء. فالبيت رمز لعبادة الله وتوحيده وهو اول بيت وضع للناس فكان الطواف حوله بمثابة تحية لذلك البيت العتيق الذي وضع لعبادة الله وحده, ففي الطواف تشبه بالملائكة الحافِّين حول عرش الله الطائفين حوله, المسبحين له وفي ذلك مايدعو الى سمو الروح واخلاص العبادة لله والشعور بان هذا البيت وضع لذكر الله, فانت تصلي في اليوم خمس مرات او اكثر وتتوجه بصلاتك شطر هذه الكعبة المشرفة, وانت حينما تحج او تعتمر تحيي هذا المكان الذي بناه ابراهيم عبادة لله وحده {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (١) قال الشاعر:

فإذا وصلتُم سالمينَ فبلّغوا ... منّي السلام أهيلَ ذاك الوادي

وتذكّروا عند الطواف متيماً ... صبّاً فني بالشوق والإبعادِ

لي من ربا أطلال مكّة مرغبٌ ... فعسى الإلهُ يجودُ لي بمرادي

ويلوحُ لي ما بين زمزم والصفا ... عند المقام سمعت صوت منادي

وقد قيل إن حكمة الطواف حول الكعبة تتمثل في تكريمها عن يقين، وتحيتها عن عقيدة صافية، تثق في أن تكريم أول بيت وضع لعبادة الله في أرضه هو أهم أسباب استجلاب الرحمة، فالمزور كريم، وبيته عظيم،


(١) - سورة البقرة الآية رقم (١٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>