للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محتمل، فلا يثبت إلا بقضاء (١).

ولأبي يوسف: ما روي أن عليا (٢) عليه السلام طلب من عثمان (٣) رضي اللّه عنه أن يحجر (٤) على عبد الله بن جعفر (٥)، ولو كان يُحجر بنفس التبذير، لَما احتاج إلى


(١) المرجع السابق.
(٢) هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، أمير المؤمنين، وأول الناس إسلامًا كانت ولادته قبل البعثة بعشر سنين، ووفاته عام ٤٠ هـ شهد المشاهد كلها إلا تبوك. وتولى الخلافة عام ٣٥ هـ. انظر ترجمته في: أسد الغابة ت ٣٧٨٩، الاستيعاب ت ١٨٧٥، الإصابة ت ٥٧٠٤.
(٣) عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أمير المؤمنين أبو عبد الله، ولد بعد الفيل بست سنين، ذو النورين؛ ثالث الخلفاء الراشدين، أحد المبشرين بالجنة، بويع بالخلافة عام ٢٤ هـ، وتوفي شهيدًا ٣٥ هـ. انظر ترجمته في: أسد الغابة ت ٣٥٨٩، الاستيعاب ت ١٧٩٧، التبصرة والتذكرة ١/ ١٣١، الإصابة ت ٣٤٦٤.
(٤) روى الإمام الشافعي في مسنده عن عروة بن الزبير: أن عثمان حجر على عبد الله بن جعفر بسبب تبذيره.
وقصة ذلك أن عبد الله بن جعفر اشترى أرضا بمبلغ ستين ألف دينار، فبلغ ذلك عليّ بن أبي طالب، فقرّر علي أن الأرض لا تساوي هذا المبلغ من المال، وأن عبد الله بن جعفر قد غُبن فيها غبنا فاحشا، بل إنه قد تصرّف تصرفا أخرق، وأعرب أنه سيتوجّه نحو أمير المؤمنين عثمان بن عفّان ليطلب منه الحجرَ على عبد الله بن جعفر لسفهه وإساءته التصرف في ماله، فأسرع عبد الله بن جعفر إلى الزبير - وكان تاجرا حاذقا - وقال له: إني ابتعت بيعا بكذا وكذا، وإن عليّا يريد أن يأتي عثمان فيسأله أن يحبس عليَّ، فقال له الزبير: فأنا شريكك في البيع: وأتى عليّ عثمانَ بن عفان فقال له: إن ابن أخي اشترى سبخة بستين ألفا ما يسرّني أنها لي بنعليَّ، فاحجر عليه، وقال الزبير لعثمان: أنا شريكه في هذا البيع، فقال عثمان لعليّ بن أبي طالب: كيف أحجر على رجل في بيعٍ شريكه الزبير؟. انظر: "مصنف عبد الرزاق" ٨/ ٢٦٧، "سنن البيهقي" ٦/ ٦٦١، "المغني" ٤/ ٤٦٩، "كشف الغمّة" ٢/ ١٧.
(٥) هو عبد الله بن جعفر بن أبي بن طالب بن عبد المطلب الهاشمي، أبو محمد، وأبو جعفر، وهي أشهر، أمه أسماء بنت عميس الخثعمية أخت ميمونة بنت الحارث، ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبواه إليها، وهو أوّل من ولد بها من المسلمين، وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى الأحاديث عنه وعن أبويه، وعمه علي، وأبو بكر، وعثمان، وعمار بن ياسر. روى عنه بنوه: إسماعيل، وإسحاق، ومعاوية، وأبو جعفر الباقر، والقاسم بن محمد، وعروة، والشعبي، وآخرون. قال ابن حبان: "كان يقال له قطب السخاء"، وأخباره في الكرم كثيرة شهيرة. مات سنة ٨٠ هـ عام الجحاف، وقال الواقدي: مات سنة ٩٠ تسعين.
انظر ترجمته في: "الإصابة" رقم ٤٦٠٩، "أسد الغابة" رقم ٢٨٦٤، "الاستيعاب" رقم ١٥٠٦ "الجرح والتعديل" ٥/ ٢١، "تهذيب الكمال" ٢/ ٦٧٠، "تهذيب التهذيب" ١٧٠/ ٥، سير أعلام النبلاء ٣/ ٤٥٦، المغازي للواقدي ٧٦٦، الثقات لابن حبان ٣/ ٢٠٧، العبر ١/ ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>