للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"وطن السكنى": وهو البلد الذي ينوي المسافر الإقامة به أقلّ من خمسة عشر يوما (١).

٣ - ثمّ الوطن الأصلي ينتقض بالوطن الأصلي (٢)، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا هاجر إلى المدينة، وتوطّن بها، انتقض وطنه بمكة، حتى كان يُصلّي بمكة صلاة السفر (٣)، وكان يقول لأهلها: "أتِمّوا صلاتَكم يا أهلَ مكة، فإنا قومٌ سَفْر (٤) " (٥) ولو


(١) ذكر البابرتي أن عامة المشايخ قسّموا الأوطان على ثلاثة، لكن المحققين منهم قسّموا إلى "الوطن الأصلي"، و"وطن الإقامة" فقط، ولم يعتبروا "وطن السكنى"، ثم قال: "وهو الصحيح، لأنه لم تثبت الإقامة، بل حكم السفر فيه باق". "العناية" ١/ ٤٠٣، ولذا لم يذكره التمرتاشي في "تنوير الأبصار" متن "الدر المختار"، يقول الحصكفي: ولم يذكر "وطن السكنى، وهو ما نوى فيه فيه أقل من نصف شهر، لعدم فائدته. "ردّ المحتار" ١/ ٥٣٣.
(٢) ذلك مقيّد بأمرين ذكرهما المرغيناني في "الهداية"، الأول: أن ينتقل من الوطن الأصلي، والثاني: أن يستوطن غيره، فإذا لم ينتقل عنه، بل استوطن آخر، بأن اتخذ له أهلا في الآخر، فإنه يتمّ في الأول، كما يتمّ في الثاني. انظر: "الهداية" مع "فتح القدير" ١/ ٤٠٣.
(٣) وفي (ب): "صلاة المسافر".
(٤) قوله: "سَفْر"، بسكون الفاء، أي مسافر، "السفر": جمع سافر، كصاحب وصَحْب، والسفر والمسافرون بمعنى. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير، ٢/ ٣٧١، وقال النسفي: وهو اسم على وزن المصدر، فيصلح للواحد والإثنين والجمع والذكر والأنثى. "طِلبة الطلَبة" ص ٣٠.
(٥) وتمام الحديث: عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن عمران بن حصين، قال: ما سافرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفرا قطّ إلا صلى ركعتين، حتى يرجع، وشهدت معه حنين والطائف، فكان يصلي ركعتين، ثم حجَجَتُ معه واعتمرت، فصلى ركعتين، ثم قال: "يا أهل مكة" أتّموا الصلاةَ فإنا قومٌ سفر. أخرجه البيهقي في سننه، واللفظ له، ٣/ ١٣٥، ١٥٣، ورواه أحمد، وفيه: "يا أهل مكة =

<<  <  ج: ص:  >  >>