للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقي وطنه بمكة، لصار مقيما بدخوله فيها.

ولأن الأصلي مثل الأصلي، ونقض المثل بالمثل جائز (١).

ولا ينتقض بوطن الإقامة والسكنى والسفر، لأن ذلك دونه، والأدنى لا يصلح ناقضًا للأعلى.

٤ - و"وطن الإقامة" ينتقض بالأصلي، لأنه فوقه، وبوطن الإقامة، لأنه مثله، وبالسفر (٢) لأنه ضدّه. ولا ينتقض بوطن السكني، لأنه دونه.

٥ - و"وطن السكنى" ينتقض بالكلّ.

إذا عرفنا هذا، قال محمد رحمه الله:

خراسانيّ قدِم بغداد، ونوى الإقامة بها خمسة عشر يومًا، ومكّيّ قدم كوفة، ونوى الإقامة بها خمسة عشر يومًا، ثم خرج كل واحد منهما، يريد "قصرَ ابن هُبَيرَة" (٣)، ليلتقي


= قوموا، فصلوا ركعتين أخريين فإنا سفر". مسند أحمد ٤/ ٤٣٠، ٤٣١، ٤٣٢، ٤٤٠، وأخرجه أبو داود في باب متى يتمّ المسافر برقم ١٢٢٩، والترمذي في باب التقصير في السفرِ، وفيهما: "يا أهل مكة! صلوا أربعا، فإنا قوم سفر"، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، برقم ٧٤٠ ص ١١٣، وابن أبي شيبة في مصنفه، ٢/ ٤٥٣.
(١) لأن الشيء إنما يبطل بما فوقه، أو ما يساويه، وليس فوقه شيء، فيبطل بما يساويه. راجع "العناية" للبابرتي، ١/ ٤٠٣.
(٢) انظر "ردَّ المحتار" ١/ ٥٣٣.
(٣) "قصر ابن هُبَيرَة: ينسب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة، كان لما ولي العراق من قِبل مروان بن محمد بن مروان، بنَى على فُرات الكوفة مدينة، فنزلها ولم يستمّها حتى كتب إليه مروان يأمره =

<<  <  ج: ص:  >  >>