للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرة بالكوفة إذ قدمها أنس (١).

وروى عن عطاء بن أبي رباح، وهو أكبر شيخ له وأفضلهم، وروى عن الشعبي، وعبد الرحمن بن هُرمز الأعرج وعمرو بن دينار، وعطية العوفي، وابن شهاب الزهري، وعطاء بن السائب، وهشام بن عروة وحماد بن أبي سليمان وبه تفقه، وخلقٍ كثير (٢).

وعُني بطلب الآثار، وارتحل في ذلك؛ وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه، فإليه المنتهى والناس عليه عيال (٣)، وهذا مستفاد من قول الإمام الشافعي: "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة (٤).

وقال الإمام الذهبي: "الإمامة في الفقه ودقائقه مسلّمة إلى هذا الإمام، وهذا أمر لا شك فيه". "وكان من أذكياء بني آدم، جمع الفقه والعبادة والورع والسخاء" (٥).

تفقه به جماعة من الكبار، منهم: زفر بن الهذيل، وأبو يوسف القاضي، وابنه حماد بن أبي حنيفة، والحسن بن زياد اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن، وأسد بن عمرو القاضي، والقاسم بن معن، وروى عنه من المحدثين والفقهاء عدّة لا يُحصون.

وقال يحيى بن معين: كان أبو حنيفة ثقة لا يحدّث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدّث بما لا يحفظه (٦). وقال يحيى بن سعيد القطّان: "لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله" (٧). وعن ابن المبارك قال: "ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتًا وعلمًا من أبي حنيفة" (٨).


(١) "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام"، للذهبي ص ٣٠٦.
(٢) انظر: "سير أعلام النبلاء" ٦/ ٣٩٢.
(٣) "سير أعلام النبلاء" ٦/ ٣٩٢.
(٤) المصدر السابق ٦/ ٤٠٣.
(٥) "سير أعلام النبلاء" ٦/ ٤٠٣. "العِبَر في خبر من عَبَر"، للذهبي ١/ ١٦٤.
(٦) "سير أعلام النبلاء" ٦/ ٣٩٤.
(٧) "سير أعلام النبلاء" ٦/ ٤٠٢.
(٨) "تاريخ الإسلام"، للذهبي ص ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>