للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو قيل له: أفلان في موضع (١) كذا؟ فقال: "نعم"، حنث في يمينه؛ لأن "نعم" تتضمن إعادة ما في السؤال (٢)، وأنه كلام الله (٣)، قال الله تعالى: {قَالُوا نَعَمْ} (٤).

وإن قُرئ على إنسان كتاب، وقيل له: أهو كما قُرئ؟ فقال: نعم، صحّ أن يقال: حدّثنا. وإن خرَس الحالف بعد ما حلف: لا يتكلم ولا يتحدّث، فأشار أو كتب، لا يحنث؛ لأنّ ذلك ليس بكلام، وكيف يكون كلاما، والخرسُ ينافي الكلام (٥)، بخلاف الإخبار والإقرار والبشارة، لأن إشارته (٦) أقيمت مقام العبارة في حق (٧) الأحكام.


(١) وفي الف و ب: "مكان".
(٢) لأنه إذا قال: نعم، فقد تكلم، لأن قوله: نعم، لا يستقل بنفسه، ويضمر فيه السؤال، كما في قوله تعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} أي وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فقد أتى بكلام دال على المراد. "بدائع الصنائع" ٣/ ٥٤.
(٣) كمة الجلالة: "الله" ساقط من الف و ب.
(٤) سورة الأعراف، الآية: ٤٤.
(٥) لأن "الكلام" العرفي اسم لحروف منظومة تدل على معنى مفهوم، وذلك لا يوجد في الإشارة. انظر "بدائع الصنائع" ٤/ ٥٥، و "الفتاوى التاتارخانية" ٤/ ٤٧٣.
(٦) كذا في الأصل، وفي ج و د: "الإشارة".
(٧) "حق" ساقط من النسخ الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>