للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورسول الله صلى الله عليه وسلّم بُعِث داعيا للكل إلى الله تعالى، وقد دعا البعضَ بالكتاب والرسالة، وكان داعيا للكلّ.

والفصل الثالث:

إذا حلف: لا يتكلّم بكذا، فإنه لا يحنث بالكتاب (١) والرسالة، بخلاف الإخبار؛ لأنّ التكلّم يكون بلا واسطة (٢)، صح (٣) أن يقال: "أخبَرنا الله بكذا"، ولا يقال: "كلمنا بكذا".

وموسى عليه السّلام يسمى "كليم الله تعالى" (٤)، وكان مخصوصا بذلك من بين سائر الأنبياء عليهم السلام، مع استواءهم في الإخبار والإنباء.

وكذلك الحديث لا يكون إلا بالمشافهة، صحّ أن يقال: أخبرنا الله تعالى بكذا (٥)، ولا يقال: حدّثنا الله تعالى.


(١) وفي الف و ب: "الكتابة".
(٢) قال الحصكفي: الكلام والتحديث لا يكون! لا باللسان، فلا يحنث بإشارة وكتابة. وقال السرخسي: الكلام لا يكون إلا مشافهة، ألا ترى أن أحدا منا لا يستجيز أن يقول: "كلمني الله"، وقد أتانا كتابه ورسوله، وإنما يقال: "كلّم الله موسى تكليما"، لأنه أسمعه كلامه بلا واسطة. يرجع للتفصيل إلى "ردّ المحتار" ٣/ ١٠٣، و "المبسوط" ٩/ ٢٣، و "أصول السرخسي" ١/ ٣٧٧، و"فتح القدير" ٤/ ٦٤.
(٣) في الف و ب: "يصح".
(٤) إشارة إلى ما جاء في قوله تبارك وتعالى: "وكلّمَ اللهُ موسى تكلِيما" سورة النساء، الآية: ١٦٤.
(٥) "بكذا" ساقط من الف.

<<  <  ج: ص:  >  >>