للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدّث عن: عكرمة بن إبراهيم الأزدي وشريك القاضي ومالك بن أنس، وحماد بن زيد، وأبي عوانة، وهشيم، والليث بن سعد، وابن المبارك، والقاضي أبي يوسف، وتفقه به مدة، وكتب عنه خلق كثير، وأحكم الفقه والحديث (١). وحدّث عنه: أبو ثور الفقيه، ومحمد بن إسماعيل البخاري في غير "الصحيح"، ويعقوب بن شيبة وخلق كثير.

وقال أحمد بن كامل: "كان معلّى من كبار أصحاب أبي يوسف، ومحمد، ومن ثقاتهم في النقل والرواية" (٢)، وله "كتاب النوادر" رواها عن أبي يوسف ومحمد.

٧ - أسد بن الفرات (٢١٣ هـ): هو الإمام العلامة القاضي الأمير مقدّم المجاهدين أبو عبد الله، أسد بن الفرات بن سنان (٣).

روى عن مالك بن أنس "الموطأ" وعن يحيى بن أبي زائدة (٤)، ثم ارتحل إلى المشرق، فلقي من أصحاب أبي حنيفة أبا يوسف ومحمد بن الحسن، وسمع الفقه بمصر على عبد الرحمن بن القاسم، وعنه دوّن "الأسدية" وقدم بها القيروان، فسمعها خلق كثير، منهم سحنون وغيره، ثم أظهر مذهب أبي حنيفة وأخذه الناس عنه، وانتشرت إمامته (٥).

وكان أسد إمام العراقيين بالقيروان كافة، مشهورًا بالفضل والدين، وبذلك هو يعتبر حاملَ لواء فقه العراقيين، وفقه أهل المدينة بتلك الديار في آن واحد (٦)، ويعتبر أسد بن الفرات من أبرز تلاميذ الإمام محمد بن الحسن من أهل المغرب.

ولما حضر عنده أول مرة قال له: "إني غريب قليل النفقة والسماع منك نذر قليل والطلبة عندك كثر" فقال له الإمام محمد: اسمع مع العراقيين بالنهار وقد جعلت لك الليل


(١) "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٣٦٥ - ٣٦٦.
(٢) المصدر نفسه ١٠/ ٣٦٨، و"تاريخ بغداد" ١٣/ ١٩٠، و"تهذيب الكمال" للمزي لوحة ١٣٥٣.
(٣) "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٢٢٥.
(٤) "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٢٢٦.
(٥) "معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان" لأبي زيد الدباغ وأبي الفضل التنوخي ٢/ ٣ - ٤ - ٥.
(٦) "معالم الإيمان" ٢/ ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>