للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدك فتبيت عندي وأسمعك".

قال أسد بن الفرات: "فكنت أبيت عنده وكنت معه في شقته وكان يسكن الدور العلوي فينزل إليّ ويجعل بين يديه قدحًا فيه ماء، ثم يأخذ القراءة فإذا أطال عليه الليل ورآني نعست ملأ يده ونضح في وجهي الماء فأنتبه، فكان ذلك دأبي ودأبه حتى أتيت على ما أريد من السماع" ولهذا يقول الشيخ أسد بن الفرات: "لا أعلم من أئمة العلم من كان يصبر صبر محمد بن الحسن الشيباني في تعليم تلاميذه ولا من يؤثر إيثاره في الإنفاق عليهم خلا أستاذه الأعظم أبي حنيفة النعمان".

وكان شجاعًا حازمًا صاحب رأي. واستعمله زيادة الله الأغلبي على جيشه وأسطوله البحري ووجّهه لفتح جزيرة صقلية عام ٢١٢ هـ على رأس عشرة آلاف جندي فدخلها فاتحًا، وتوفي إثر جراحات أصابته وهو يحاصر سركوسة عام ٢١٣ هـ، ودفن فيها (١).

٨ - أبو حفص الكبير (٢١٧ هـ): أحمد بن حفص العجلي الكبير، المعروف بأبي حفص الكبير أحد كبار أصحاب الإمام محمد ورواة كتبه، ولُد سنة (١٥٠ هـ) (٢).

وذكره الإمام الذهبي في "السّير" فقال: "أحمد بن حفص الفقيه العلامة، شيخ ما وراء النهر، أبو حفص البخاري الحنفي، فقيه المشرق، ووالد العلامة شيخ الحنفية أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حفص الفقيه.

ارتحل، وصحب محمد بن الحسن مدّة، وبرع في الرأي، وسمع من وكيع بن الجراح، وأبي أسامة (٣). وتفقه عليه طائفة كبيرة. توفي ببخارى سنة (٢١٧ هـ) (٤).

٩ - علي بن معبد (٢١٨ هـ): ابن شدّاد، الإمام الحافظ الفقيه، أبو الحسن وأبو محمد، العَبْديّ الرقي، من كبار الأئمة (٥)؛ ومن أصحاب محمد بن الحسن (٦).


(١) "الأعلام" للزركلي ١/ ٢٩٨.
(٢) "الفوائد البهية" ص ١٨.
(٣) "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ١٥٧ - ١٥٩.
(٤) "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ١٥٩.
(٥) المصدر نفسه ١٠/ ٦٣٠، برقم ٢١٩.
(٦) انظر: "طبقات الفقهاء" للشيرازي ص ١٣٩، و"الجواهر المضية" ٢/ ٦٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>