للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك فإن الفقهاء يذكرونه بهذين الاعتبارين؛ فمرة يعتبرونه كتابا واحدًا، وأخرى يعتبرونه جملة كتب فيقولون: قال محمد في كتاب العارية أو قال محمد في كتاب الوديعة، ويعنون بذلك كتابا من مجموعة كتب المبسوط. وهذا ما درج عليه الإمام قاضي خان في كتابه "شرح الزيادات".

أما منهج الكتاب الذي سار عليه الإمام محمد فأفصحه في فاتحة الكتاب قائلا: "قد بينت لكم قول أبي حنيفة وأبي يوسف وقولي، وما لم يكن خلاف فهو قولنا جميعا" (١). فذلك دأبه في الكتاب حيث يسرد الفروع على مذهب أبي حنيفة وأبي يوسف مع بيان رأيه في المسائل.

ومن أبرز مزاياه أنه يتناول المسائل الفقهية بأسلوب رائع مع الجزالة والسهولة في التعبير، ويدعمها بالأدلة في كثير من المسائل، ولا يسرد الأدلة إذا كانت الأحاديث والآثار الدالة على المسائل في متناول جمهور الفقهاء، إنما يسردها في مسائل تغرب أدلتها على أكثرهم.

وهذا أوسع كتب الإمام محمد وأغزرها مادة، واهتم ببيان الفرق بين المسائل المتشابهة ظاهرًا والمختلفة باطنا، لاتحاد المناط أو اختلافه.

٢ - "الجامع الصغير:

ويروى في سبب تأليفه أن الإمام أبا يوسف طلب من الإمام محمد أن يجمع له كتابًا يرويه عنه عن أبي حنيفة، فجمعه له، ثم عرضه عليه، فأعجبه (٢).

وقال العلامة عبد الحي اللكنوي (١٣٠٤ هـ) نقلًا عن الإمام قاضيخان (٥٩٢ هـ): "اختلفوا في مصنف "الجامع الصغير"، قال بعضهم: من تأليف أبي يوسف ومحمد؛ وقال بعضهم: هو من تأليف محمد، فإنه حين فرغ من تصنيفه "المبسوط"، أمره أبو يوسف أن


= "الفهرست" لابن نديم.
(١) مقدمة "كتاب الأصل" ١/ ٢.
(٢) انظر: "رسم المفتي" لابن عابدين ١/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>