للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثلاث.

وكذا لو قال: "أمرك بيدك، فطلّقي نفسك"، أو "طلقي نفسك، فأمرك بيدك"، كان العامل هو الأمر حتى يجاب بالاختيار، لأن الأمر يصلح عِلّة للطلاق، لأنه إخبار عن المالكية.

ولو قال لها: "اختاري، فطلّقي نفسك"، فقالت: "اخترت"، بانت بواحدة، ولا يحلف على الثلاث، لأن قوله: "طلّقي نفسك"، خرج تفسيرًا للاختيار.

وكذا لو قال: "اختاري، ما يحبسك أن تطلِّقي نفسك".

ولو قال: "اختاري، فاختاري، فطلّقي نفسك"، فاختارت أو طلَّقت، يقع طلاقان بائنان، لأن الاختيار الثاني لا يصلح تفسيرًا للأوّل، ولا عِلّة، ولا حكمًا، فكان حرف الفاء بمنزلة الواو، فيكون إيجابين، وقوله: "فطلّقي" تفسيرًا لهما، وقولها: "اخترت أو طلَّقت" يصلح جوابًا لهما.

وكذا لو قال: "اختاري، واختاري، فطلّقي نفسك".

ولو قال: "اختاري، وطلِّقي نفسك، وأمرك بيدك"، فقالت: "اخترت نفسي" أو "طلَّقت"، يقع ثنتان، لأن قوله: "وطلِّقي نفسك" تفسير للاختيار، و"أمرك بيدك" لم يخرج على وجه العِلّة، ولا عطفًا على العِلّة، فكان إيجابًا مبتدأ، ذكر عَقيب ذِكر الطلاق، فيكون طلاقًا.

ولو قال: "طلّقي نفسك، فاختاري"، فاختارت نفسها، بانَت بواحدة.

ولو قالت: "طلَّقت نفسي"، تَبين بثِنتين، لأن قوله: "طلّقي" مفسر، فلم يكن الاختيار تفسيرًا له، فكان إيجابًا مبتدأ. وقولها "اخترت"، يصلح جوابًا لقوله "اختاري"،

<<  <  ج: ص:  >  >>