وكذا لو قال:"أمرك بيدك، فطلّقي نفسك"، أو "طلقي نفسك، فأمرك بيدك"، كان العامل هو الأمر حتى يجاب بالاختيار، لأن الأمر يصلح عِلّة للطلاق، لأنه إخبار عن المالكية.
ولو قال لها:"اختاري، فطلّقي نفسك"، فقالت:"اخترت"، بانت بواحدة، ولا يحلف على الثلاث، لأن قوله:"طلّقي نفسك"، خرج تفسيرًا للاختيار.
وكذا لو قال:"اختاري، ما يحبسك أن تطلِّقي نفسك".
ولو قال:"اختاري، فاختاري، فطلّقي نفسك"، فاختارت أو طلَّقت، يقع طلاقان بائنان، لأن الاختيار الثاني لا يصلح تفسيرًا للأوّل، ولا عِلّة، ولا حكمًا، فكان حرف الفاء بمنزلة الواو، فيكون إيجابين، وقوله:"فطلّقي" تفسيرًا لهما، وقولها:"اخترت أو طلَّقت" يصلح جوابًا لهما.
وكذا لو قال:"اختاري، واختاري، فطلّقي نفسك".
ولو قال:"اختاري، وطلِّقي نفسك، وأمرك بيدك"، فقالت:"اخترت نفسي" أو "طلَّقت"، يقع ثنتان، لأن قوله:"وطلِّقي نفسك" تفسير للاختيار، و"أمرك بيدك" لم يخرج على وجه العِلّة، ولا عطفًا على العِلّة، فكان إيجابًا مبتدأ، ذكر عَقيب ذِكر الطلاق، فيكون طلاقًا.
ولو قال:"طلّقي نفسك، فاختاري"، فاختارت نفسها، بانَت بواحدة.
ولو قالت:"طلَّقت نفسي"، تَبين بثِنتين، لأن قوله:"طلّقي" مفسر، فلم يكن الاختيار تفسيرًا له، فكان إيجابًا مبتدأ. وقولها "اخترت"، يصلح جوابًا لقوله "اختاري"،