للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترى أنك إذا قلت: أسلم لا تدخل النار، فإن المعنى: فإنك إن تسلم لا تدخل النار، وليس المعنى: فإنك إن تسلم تدخل النار، وههنا لو كان جواب الأمر لكان التقدير: فإنكم إن تتقوا لا تصب الظالمين، فيفسد المعنى، لأنه يصير الاتقاء سبباً لانتفاء الإصابة عن الظالمين خاصة، فكأنه (١) قيل: الاتقاء من المتقي سبب (٢) لانتفاء الإصابة عن الظالم المرتكب وهو بالعكس أشبه، فظهر أن المعنى لا يستقيم في جعله جواباً لانعكاس المعنى.

وقد ذكر الزمخشري ذلك (٣)، وجعله من المعنى الذي يُوجب التعميم بالإصابة للظالمين وغيرهم، وليس بمستقيم، لما تبين فيه من فساد المعنى من أجل أن فعل الشرط المقدر لا يكون إلا إن تتقوا، وعند ذلك لا يستقيم. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ١٣]

[عود الضمير في قوله تعالى: {فنعما هي}]

وقال أيضاً ممليا بالقاهرة سنة خمس عشرة على قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} (٤).

الضمير في قوله: هي، يحتمل أن يكون عائدا إلى الصدقات (٥)، ويحتمل أن يكون على الإبداء (٦)، وهذا هو الظاهر، بدليل قوله: {وإن


(١) في د، س: وكأنه.
(٢) في الأصل وفي م: سبباً. وهو خطأ، لأنه خبر المبتدأ الذي هو: الاتقاء.
(٣) الكشاف ٢/ ١٥٣.
(٤) البقرة: ٢٧١.
(٥) أجازه العكبري. إملاء ما من به الرحمن ١/ ١١٥.
(٦) نص عليه ابن عطية. انظر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ٢/ ٢٥٦ (تحقيق وتعليق الأستاذ أحمد صادق الملاح).

<<  <  ج: ص:  >  >>