للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٧٥]

[مجيء الجملة الاستفهامية للتعظيم]

وقال أيضا ممليا بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {القارعة. ما القارعة. وما أدراك ما القارعة} (١). وشبهه: يقال: دريت بكذا ودريت كذا، أي: علمته. وتدخل الهمزة المتعدى فتقول: أدريته كذا وبكذا. فالمفعول الثاني غير المفعول الأول كمفعولي عرفت زيدا كذا بكذا. ولما كان ذلك من باب العلم، جاء المفعول الثاني تارة مفردا وجملة استفهامية أخرى، كما يجيء الثاني في عرفت والأول [في] (٢) عرفت، وكذلك علمت وأعلمت. تقول: عرفت زيدا من أبوه؟ وأعلمت زيدا أي الناس هو؟ فلذلك (٣) جاء (٤) أيضا: أدريته أي الناس هو؟ ومنه: {وما أدراك ما القارعة} (٥). ومجيء الجملة الاستفهامية في هذه المحال لتعظيم ذكر القضية وأنها من الا جمال بمكان حتى استحقت السؤال عنها بالجملة الا ستفهامية، وإلا فلا استفهام على التحقيق. وإنما المعنى على أن ذلك المسؤول عنه بهذه الجملة معلم، ولذلك قيل: كل ما في القرآن من (وما أدراك) فقد أعلم بمفعوله. وأما "ما" التي قبل "أدراك" فمجيئها أيضا لتعظيم شأن الإعلام وأنه من التعظيم والاجمال بمكان حتى استحق أن سأل عنه بالجمل الاستفهامية. وأما


(١) القارعة: ١،٢،٣.
(٢) زيادة من ب، د، س.
(٣) في س: فكذلك. والصواب ما أثبته لأن المقصود التعليل.
(٤) في م: جاز. وهو تحريف.
(٥) القارعة: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>