للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن جعلت " لا" لمجرد النفي أفاد الشرط الاستقبال، فلا فاء، وإن جعلت " لا" مفيدة للاستقبال على ما هو الأصل فيها كانت مثل " لن" فتدخل الفاء كما تدخل في "لن". قال الله تعالى: {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف} (١). وكذلك: إن تكرمني أكرمك. إن جعلت [الفعل] (٢) دالا على الاستقبال، من قبل الشرط، امتنع دخول الفاء، وهذا هو الكثير، لأن الفعل في أصل وضعه لا يدل على الاستقبال خصوصا، فصار الاستقبال فيه من الشرط، وإن قدرت مبتدأ محذوفا أو جعلت الفعل في نفسه مرادا به الاستقبال من حيث كان صالحا له لوقوعه مشتركا أو ظاهرا فيه عند قوم دخلت الفاء، لأن الشرط لم يفد فيه معنى الاستقبال على التقديرين جميعا، وهذا قليل، ولم يرد في القرآن منه إلا قوله تعالى: {أن تضل إحداهما فتذكر} (٣)، في قراءة حمزة خاصة، لأن بقية القراء يفتحون (أن) فليست عندهم للشرط، فيخرج بذلك عن الباب، فتحقق صحة ما ذكرناه في مواضع الفاء وجوبا وامتناعا وجوازا.

[إملاء ٤٧]

[هل هناك فرق بين " لدى" وعند"؟]

وقال ممليا: إن من النحويين من سوى بين "لدى" وعند". تقول: لدي كذا، لما كان في ملكك حاضرا أو غائبا، وعندي كذلك. والأكثر على خلافه (٤).


(١) طه: ١١٢.
(٢) زيادة من د، م.
(٣) البقرة: ٢٨٢، انظر الإملاء (١٤) من الأمالي القرآنية. ص: ١٢٧.
(٤) قال الزمخشري: " ومنها لدى. والذي يفصل بينها وبين عند، أنك تقول عندي كذا، لما كان في ملكك حضرك أو غاب عنك. ولدي كذا لما لا يتجاوز جضرتك". الفصل ص١٧٢ وسيبويه جعلهما بمنزلة واحدة. الكتاب٤/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>