للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسقون من ورد البريص عليهم ... بردي يصفق بالرحيق السلسل (١)

يجوز أن يكون المراد مدح ماء بردي وتفضيله على غيره، ومعنى: يصفق، أي: يمزج. يقال: صفقته، إذا مزجته. والرحيق: الخبر. والسلسل: السهل، كالسلسال، والسلسبيل، أي: كأنه ممزوج بذلك، فأسقط التشبيه كعادتهم في المبالغة.

ويجوز أن يكون المراد مدح هؤلاء القوم بالكرم، وأنهم لا يسقون الماء إلا ممزوجاً بالخمر لسعتهم وكرمهم وتعظيم من يرد عليهم. والبريص: يقال: إنه موضع بدمشق (٢). وقال قوم هو بالضاد. والمراد ببردي ماء بردي، ولذلك ذكر الضمير.

[إملاء ١٠٧]

[الكلام في إعراب فعل مضارع وقع بعد الواو]

وقال أيضاً [بدمشق سنة أربع وعشرين وستمائة] (٣) على قول الشاعر في المفصل (٤):

متى ما تلقني فردين ترجف ... روانف اليتيك وتستطارا (٥)

يجوز أن يكون معطوف على "ترجف" وألحقت به نون التأكيد الخفيفة


(١) البيت من الكامل وهو لحسان بن ثابت. انظر ديوانه ص ١٨٠. وهو من شواهد الرضى ١/ ٢٩٢. والخزانة ٢/ ٢٣٦. والهمع ٢/ ٥١. والشاهد فيه قوله: بردي، حيث حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. والمقصود ماء بردي.
(٢) قيل: هو اسم نهر في دمشق، وقيل: هو الغوطة بأجمعها. انظر معجم البلدان ١/ ٤٠٧.
(٣) زيادة من ب، د.
(٤) ص ٦١.
(٥) البيت من الوافر وهو لعنترة العبسي. انظر ديوانه ص ٤٣ (بيروت). وهو من شواهد الرضى ٢/ ١٧٦، والكشاف ١/ ٤٢٩، والهمع ٢/ ٦٣. وقد أوضح المؤلف معناه. واستشهد به الزمخشري على مجيء الحال لبيان هيئة الفاعل والمفعول معاً، وهو قوله: فردين.

<<  <  ج: ص:  >  >>