للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حالين من الضمير في (تركهم) (١). والله أعلم بالصواب.

[إملاء ١٢١]

[توجيه قراءات قوله تعالى: {بزينة الكواكب}]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة أربع وعشرين على قوله تعالى: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} (٢):

تطلق الزينة على ما يتزين به، وتطلق على المصدر، كقولك: زانه يزينه زينة. فمن قرأ بزينة الكواكب بالإضافة وهم الأكثرون، احتمل أن يراد ما يتزين به، ثم أضيف إلى الكواكب إضافة خاتم إلى حديد، لما كان ما يتزين به من أصناف متعددة، فأضيف إلى صنفه ليبين أنه المراد، ويجوز أن يراد المصدر، على أن التزيين وقع بما اشتملت عليه الكواكب من الصفات المخصوصة من النور والترتيب والهيئة المخصوصة التي هي عليها. فإضافتها كإضافة ضرب إلى زيد.

وقراءة حمزة وحفص بزينة، منون، والكواكب مخفوض على أنه بدل (٣) أو عطف بيان، فتكون الزينة على ما يتزين به، إذ لا يستقيم أن تكون الكواكب بدلاً أو عطف بيان من الزينة التي هي مصدر.

وقرأ أبو بكر بزينة، منون، و (الكواكب) منصوباً، على أن يكون منصوباً بفعل مقدر (٤)، أعني الكواكب، فتكون (زينة) أيضاً بمعنى ما يتزين به، لأن


(١) قال النحاس: "لا يبصرون: في موضع الحال". إعراب القرآن ١/ ١٤٣. وقال القرطبي: "لا يبصرون: فعل مستقبل في موضع الحال، كأنه قال: غير مبصرين". ١/ ٢١٣.
(٢) الصافات: ٦.
(٣) وإليه ذهب الأخفش. معاني القرآن ٢/ ٤٥١.
(٤) أجازه النحاس، إعراب القرآن ٢/ ٧٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>