للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة لامتناع عملهم (١). وقوله: {حتى إذا} (٢). غاية متعلقة بقوله: {حرام}، وهي غاية له، لأن امتناع رجوعهم لا يزول حتى تقوم القيامة. وهي "حتى" التي يحكى بعدها الكلام. والكلام المحكي من الشرط والجزاء، أعني "إذا" وما في حيزها. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٢٥]

[إعراب قوله تعالى: {أيهم أشد}]

وقال أيضا مملياً بالقاهرة سنة عشر على قوله تعالى: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا} (٣).

قال الشيخ: اختلف في إعرابها. فمذهب الخليل (٤) أنه مرفوع على الحكاية تقديره: لننزعن الذي يقال فيهم: أيهم أشد (٥). فهي على هذا استفهامية، ولذلك قدر القول ليصح وقوع الاستفهام بعده. ومذهب سيبويه (٦)


(١) وقد ذكر ابن هشام في إعرابها وجهاً آخر وهو أن يكون قوله: حرام، مبتدأ وأن وصلتها فاعل أغنى عن الخبر، وقد نقله عن أبي البقاء. ولكن ابن هشام لم يجيزه، لأنه ليس بوصف صريح، ولأنه لم يعتمد على نفي ولا استفهام. انظر معنى اللبيب ١/ ٢٧٩ (دمشق).
(٢) الأنبياء: ٩٦ الآية بتمامها: "حتى إذا فتحت يأجوج وهم من كل حدب ينسلون".
(٣) مريم: ٦٩.
(٤) هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي. كان ذكياً فطناً شاعراً. واستنبط من العروض ومن علل النحو ما لم يستنبط أحد. توفي سنة ١٧٠ هـ، وقيل سنة ١٧٥ هـ وهو ابن أربع وسبعين سنة. انظر مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي ص ٥٤ (تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم).
(٥) قال سيبويه: "وزعم الخليل أن أيهم إنما وقع في: اضرب أيهم أفضل، على الحكاية كأنه قال: اضرب الذي يقال له أيهم أفضل". الكتاب ٢/ ٣٩٩.
(٦) هو عمرو بن عثمان بن قنبر، مولى بني الحارث بن كعب. ولد بقرية من قري شيراز يقال لها البيضاء. وكان أعلم الناس بالنحو بعد الخليل. وألف كتابه الذي سماه الناس قرآن النحو. توفي سنة ١٨٠ هـ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. انظر مراتب النحويين ص ١٠٦، وإنباه الرواة على أنباه النحاة ٢/ ٣٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>