للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعده، فكرهوا أن يكتبوه على غير ما يوجبه النطق به غالبا (١). وحذفهم الألف وإن كان على خلاف القياس لم يكن إلا لكونه أجري مجرى الوصل الغالب فيه. فإذا فات ذلك الموجب له الحذف لم يكن للحذف وجه، فوجب إثبانه.

[إملاء ٥٦]

[حذف التنوين والألف من " ابن" إذا وقع صفة بين علمين]

وقال ممليا [بدمشق سنة سبع عشرة وستمائة] (٢): إذا وقع "ابن" صفة بين علمين كان ذلك سببا في تحقيقين: أحدهما: لفظي وهو حذف التنوين، والآخر: كتابي وهو جذف الألف من "ابن" (٣). فإن فقدا أو فقد أحدهما ثبت الأصلان: الألف والتنوين. فمثال فقدانهما جميعا: إن زيدا ابن أخيك. ومثال فقدان كونه بين علمين مع بقاء الوصفية: جاءني زيد ابن اخيك. ومثال كونه غير وصف مع وقوعه بين علمين: إن زيدا ابن عمرو (٤).


(١) وقد تحدث السيوطي عن هذه المسألة في حديثه عن الحالات التي تحذف فيها همزة الوصل في الخط فقال: " الخامس: من (ابن) الواقع بين علمين صفة مفردا سواء كانا اسمين أم كنيتين، أم لقبين، أم مختلفين نحو: هذا زيد بن عمرو، هذا أبو بكر بن أبي عبد الله، وهذا بطة بن قفة. ويتصور في المختلفين ستة أمثلة. وحكى أبو الفتح عن متأخري الكتاب أنهم لا يحذفون الألف مع الكنية تقدمت أو تأخرت. قال: وهو مردود عند العلماء على قياس مذهبهم لأن حذف التنوين مع المكني كحذفه مع السماء، وإنما هو لجعل الاسمين اسما واسما واحدا، فحذفت الألف، لأنه توسيط الكلمة".همع الهوامع ٢/ ٢٣٦.
(٢) زيادة من "ب" و"د".
(٣) وابنة أيضا، فهي مثل ابن.
(٤) قال الرضي: " والمعتبر في كل ما ذكرنا لفظ ابن وابنة لا تثنيتهما وجمهما وتصغيرهما، لأنه لا يكثر استعمالهما كذلك. وكذا المعتبر كون العلم الموصوف مفردا، لأن المثنى والمجموع ليسا بعلمين، وأيضا لا يكثر استعما لهما". شرح الكافية ١/ ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>