للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النداء وإن كان متعذرا كما تعذر فيما ذكرناه إلا أنه يتوصل إليه بـ "أي" وبـ "هذا" كقولك: يا أيها الصحاك، ويا أيهذا الضحاك، فصار له دخول وإن كان باشتراط فصل، بخلاف "لا" فإنها لا تدخل بحال.

[إملاء ١٧٢]

[عطف المجرد عن اللام على المنادى المضموم واسم لا النافية للجنس]

وقال: إن قيل: ما الفرق بين قولهم: يازيد وعمرو، فإنه ما جاء فيه إلا وجه واحد وهو قولهم: وعمر (١)، وجاء في المعطوف في باب "لا" وجهان: أحدهما: العطف على اللفظ (٢)، مثل: لا أب وابنا (٣). والثاني: العطف على المحل (٤)، مثل:

لا أم لي إن كان ذاك ولا أب (٥)

والفرق منن وجهين: أحدهما: أن قولنا: يازيد وعمرو، حرف النداء راد وهو جائز حذفه، فجاز الإتيان بأثره (٦)، وليس كذلك في باب "لا" في الصورة


(١) قال سيبويه: "وتقول: يازيد وعمرو، ليس إلا، لأنهما قد اشتركا في النداء في قوله: يا. وكذلك يا زيد وعبد الله، ويا زيد لا عمرو، ويا زيد أو عمرو. لأن هذه الحروف تدخل الرفع في الآخر كما تدخل في الأول، وليس ما بعدها بصفة، ولكنه على يا" الكتاب ٢/ ١٨٦.
(٢) انظر: سيبويه ٢/ ٢٨٥.
(٣) سبق الحديث عنه في الإملاء (٨٥) من الأمالي على المفصل. ص: ٤١٩.
(٤) انظر: سيبويه ٢/ ٢٩٢.
(٥) سبق الحديث عنه في الإملاء (٧٨) من الأمالي على المقدمة. ص: ٥٩٣.
(٦) قال الرضي: "وعطف النسق من حيث المعنى منادى مستأنف. فإذا لم يكن معه في اللفظ ما يمنع مباشرة حرف النداء، أعني اللام، جعل في اللفظ كالمنادى المستأنف الذي باشره النداء". وشرح الكافية ١/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>