للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ازديارك في الدجى، في الزمن الذي حيث تحلين فيه من الظلام ضياء. فيجوز أن يكون " من الظلام" على هذا التأويل لبيان " إذ"، أي: في الزمان الذي هو الظلام الذي حيث حللت فيه ضياء.

[إملاء ٨]

[جواب عن إشكال في بيت للمتنبيٍ]

وقال ممليا على قول المتنبي [بدمشق سنة ثماني عشرة وستمائة] (١):

عجز بحر فاقة ووراءه ... رزق الإله وبابك المفتوح (٢)

وجه الإشكال فيه: أن المعنى على أن يكون " فاقة" مبتدأ و"عجز بحر" الخبر. فيؤدي إلى أن يكون ابتداء بالنكرة من غير شرط من شرائط التصحيح (٣) وهو غير مستقيم. ولا يستقيم أن يقال: إن " عجز" هو المبتدأ، و"فاقة" هو الهبر، لأنه لم يرد أن العجز بالحر فاقة، وإنما أراد أن الفاقة وأنت موجود عجز. فلو جعل " العجز" مبتدأ لأدى إلى أن يكون كل عجز فاقة، ولم يرده ولا ينبغي أن يراد. وإذا جعل "الفاقة" مبتدأ كان المعنى على أن كل فاقة عجز، لأنه لو أتى إليك لأزلتها، فصارت في الحقيقة عجزا عن الحضور إلى بابك، وهو مراده، والمعنى عليه.


(١) زيادة من ب، د.
(٢) البيت من البحر الكامل وهو من قصيدة يمدح فيها مساور بن محمد الرومي. انظر الديوان ١/ ٢٥٤. الفاقة: الفقر، وراءه: قدامه. قال أبوالبقاء في معناه: " يرديد: أن من العجز أن يقاسي الحر فاقة، وهي الفقر، ولا يطلب الرزق من الله، ويقصد بابك الذي لا يحجب غنه أحد، لن الله تعالى قد وسع بك الرزق على الناس، فمن لم يقصدك طالبا للرزق فذلك لعجزه". الديوان١/ ٢٥٤.
(٣) وذلك إذا دلت على عموم نحو: ما رجل في الدار، أو دلت على خصوص نحو: رجل صالح جاءنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>