للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٥٠]

[تعريف صاحب " الجمل" للمصدر]

وقال ممليا [بدمشق سنة ثماني عشرة] (١) على قول صاحب الجمل (٢): "والحدث المصدر وهو اسم الفعل، والفعل مشتق منه" (٣). يعني بقوله: المصدر، وقوله: اسم الفعل، أي: المصدر دال على الفعل الحقيقي وهو المعاني وما أجري مجراها من النسب. وقوله: والفعل مشتق منه، يعني به الفعل الصناعي اللفظي قسيم الاسم والحرف الدال على حدث وزمان، مشتق منه، أي: من المصدر على ما هو مذهب البصريين (٤). فتضمن الكلام أمرا يسمى مصدرا، وأمرا يسمى فعلا حقيقيا هو مدلول المصدر، وأمرا يسمى فعلا صناعيا لفظيا هو مشتق من المصدر. فالمصدر الألفاظ التي هي أسماء للأحداث كالقيام والقعود والأكل والخروج ولذلك فسرها آخرا بقوله: "قمت قياما، وقعدت قعودا". ثم قال: "فالقيام والقعود وما أشبههما مصادر"، والقعل الحقيقي هي المعاني وما أجري مجراها، كمدلول لفظ القيام والأكل والشرب والعلم والجهل ونظائرها. والفعل الصناعي اللفظي المشتق من المصدر هي نحو قولك: ضرب وقتل وشبه ذلك. وكذلك مضارعاتها كقولك: يضرب ويقتل، وهي مشتقة من


(١) زيادة من ب، د.
(٢) هو عبد الرحمن بن اسحق أبو القاسم الزجاجي، ولد جنوبي همذان، ونزل بغداد، ثم سار إلى دمشق وطبرية ومات بها سنة ٣٣٩هـ. من مؤلفاته: كتاب الجمل، والإيضاح في علل النحو. انظر: بعية الوعاة ٢/ ٧٧.
(٣) انظر: كتاب الجمل ص ١٧ (عتنى بتصحيحه وشرح أبياته الشيخ ابن أبي شنب).
(٤) ذهب الكوفيون إلى أن المصدر مشتق من الفعل وفرع عليه، نحو: ضرب ضربا، وقام قياما. وذهب البصريون إلى أن الفعل مشتق من المصدر وفرع عليه. انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف مسألة (٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>