للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاذكروا [الله] (١) ذكرا مثل ذكركم آباءكم، أو اذكروا الله في حال كونكم أشد ذكراً في ذكر آبائكم، وهو الذي ذكرناه.

وذكر الزمخشري (٢) في هذه الآية الأخيرة وجهين: أحدهما: أنه قال: معطوف على ما أضيف إليه الذكر، وهذا عطف على المضمر المخفوض وذلك لا يجوز عنده. ورد قراءة حمزة (٣) أقبح رد (٤)، والوجه الثاني: أنه قال: معطوف على (آباءكم) فيكون التقدير: فاذكروا الله مثل ذكركم آباءكم أو مثل قوم أشد ذكراً، على معنى: مذكورين كثيراً، وهذا يلزم منه أن يكون أفعل للمفعول وهو شاذ لا يرجع إليه إلا بثبت، وأفعل لا يكون إلا للفاعل كقولهم (٥): هو أضرب الناس، على معنى: أنه فاعل الضرب، سواءً أضفته أو نصبت عنه تمييز (٦)، والله أعلم بالصواب:

[إملاء ٢٠]

[تثنية الضمير في قوله تعالى: {فإن كانتا اثنتين}]

وقال أيضاً مملياً بالقاهرة سنة ثلاث عشرة على قوله تعالى: {فإن كانتا اثنتين} (٧):


(١) زيادة من عندي، يقتضيها المعنى.
(٢) الكشاف ١/ ٣٥٠.
(٣) هو حمزة بن حبيب الكوفي الزيات. أحد أصحاب القراءات السبع. ولد سنة ٨٠ هـ وتوفي سنة ١٥٦ هـ، كان إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم والأعمش. انظر النشر في القراءات العشر ١/ ١٦٦.
(٤) لا أدري ما هي قراءة حمزة، وأين ردها الزمخشري.
(٥) في ب، د، س: كقولك.
(٦) وذكر أبو حيان وجهاً ثالثاً وهو أن يكون منصوباً بإضمار فعل الكون، والكلام محمول على المعنى، التقدير: أو كونوا أشد ذكراً له منكم لآبائكم. البحر المحيط ٢/ ١٠٣.
(٧) النساء: ١٧٦. وبعدها: "فلهما الثلثان مما ترك".

<<  <  ج: ص:  >  >>