للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز أن يكون "طيبا" حلا معمولا لمتعق "بمنزلة"، أي: مقدرة بمنزلة الربيع من الزمان في حال طيبها بالنسبة إلى الأزمان، ولا يكون من باب تقديم الحال على العامل المعنوي، لأن العامل ههنا محذوف مقدر بلفظ: مقدرة، لا بالاستقرار. والتقديم على العامل المعنوي في مثل ذلك إنما يمتنع إذا كان المتعلق استقرارا. فأما إذا كان غيره فليس من ذلك، وإنما هو من باب المعمول المحذوف عامله، وذلك سائغ في الحال وغيره. وإن (١) قدرت متعلق " بمنزلة" مقدما على "طيب" اندفع الإشكال.

[إملاء ٤١]

[معنى وإعراب بيت للمتنبي]

وقال ممليا على قول المتنبي وهو:

أهلا بدار سباك أغيدها ... أبعد ما بان عنك خردها (٢)

أهلا بدار: دعاء للدار على وجهين: أحدهما: خطابها على نحو ما يخاطب المترحب به كعادتهم في خطاب الديار، لأنها لما قابلته (٣) شبهها بمن أقبل عليه، وخاطبها بتحية الآدميين، فيكونن مفعولا بقوله: أتيت أهلا على الوجه الأول. والثاني: أن يكون استعمل ما هو للتحية للمخاطبين لمجرد الدعاء لما كثر دعاء حتى صار معنى الأهل فيه نسيا منسيا. ويفهم الدعاء فيه من لا


(١) في م: وإذا.
(٢) هذا البيت من البحر المنسرح وهو مطلع قصيدة قالها في صباه يمدح فيها محمد بن عبيد الله العلوي. انظر: الديوان١/ ٢٩٤. الأغيد: الناعم. والخرد: جمع خريدة وهي البكر التي لم تمس. قال أبو البقاء في معناه: "إنه لما دعا للدار بالسقيا ورجوع الأهل إليها بكى. وقال: هذه الدار أبعد شيء فارقك، وبان عنك جواريها الناعمات الأبكار".
(٣) في م: قابلها. والصواب ما أثبتناه، لأن المعنى يقتضيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>