للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٤٣]

[معنى وإعراب بيت للمتنبي]

وقال ممليا على قول المتنبي:

أحاد أم سداس في أحاد ... لييلتنا المنوطة بالتناد (١)

يجوز أن تكون "أم" فيه متضلة ويكون قد حذف الهمزة من أحاد ضرورة، كأنه قال: أأحاد أم سداس في أجاد لييلتنا؟ فيكون " أحاد" خبرا لـ "لييلتنا" واجب التقديم لكونه مع ما يعادله المقصود بالاستفهام. وشرط الهمزة المعادلة لـ "أم" أن يليها أحد الأمرين المطلوب تعيين أحدهما، ويلي "أم" الآخر، كأنهم قصدوا إلى ان يفهموا السامع من أول الأمر المطلوب تعيينه. فيقولون إذا استفهموا عن تعيين خبر: أفائم زيد أم قاعد؟ أو أقائم أم قاعد زيد؟ وإذا استفهموا عن تعيين مخبر عنه والخبر واحد [يقولون] (٢): أزيد قائم أم عمرو؟ أو أزيد أم عمرو قائم؟ ولا يقولون في الأول: أزيد قائم أم قاعد؟ ولا يقولون في الثاني: أقائم زيد أم عمرو؟ ويجوز أن تكون "أم" منقطعة، فيكون أحاد خبرا أيضا غير واجب التقديم لفقدان الموجب لتقديمه. فيكون قد أخبر عن ليلته بأنها واحدة، ثم لما نظر إلى طولها فحصل له الشك في أنها ست (٣) فقال: بل أهي ست؟ (٤) كقولهم: إنها لإبل أم شاء.


(١) هذا البيت من الوافر. وهو مطع قصيدة قالها يمدح علي بن إبراهيم التنوخي. انظر: الديوان١/ ٣٥٣، ومغنى اللبيب١/ ٤٧ (دمشق)، وشرح المشكل من شعر المتنبي ص٧٠. ومعنى المنوطة: المتعلقة. والتناد: يوم القيامة. ونقل أبوالبقاء عن أبي الفتح أنه يريد: ينادي أصحابه بما يهتم به، وعلى هذا استطال الليلة حتى عزم في صباحها على الحرب، شوقا إلى ما عزم عليه.
(٢) زيادة من عندي يقتضيها السياق.
(٣) في ب: سنة. والصواب ما أثبتناه.
(٤) في ب: سنة. والصواب ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>