للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكونه على خلاف هذه القاعدة التي قدرناها. وأما ما يقع بعد العلم فمخصوص عندي بالهمزة و "أم" كقولك: علمت أزيد عندك أم عمرو؟ والمعنى: علمت ما هو جواب ذلك، بخلاف قولك: علمت أزيد عندك أو عمرو؟ لأن جوابه بتعين أحدهما (١). فالمعنى: علمت ما يتعين منهما منهما مما ألبس تعيينه، لأنه متعين للمستفهم عنه. وأما إذا قال: علمت أزيد عندك أو عمرو؟ فليس بمستقيم ذلك: لأنه ليس الجواب متعينا فيعلمه. ألا ترى أن الجواب تارة يكون: نعم، وتارة يكون: لا، بخلاف ما ذكرناه. فلم يستقم تعلق العلم به لا ختلاف أحواله.

[إملاء ٥٩]

[إيراد على الابتداء بالنكرة والجواب عنه]

وقال ممليا مجبيا عن إيرادهم على الابتداء بالنكرة في شرط المصحح لها قوله:

فيوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر (٢)

له تأويلان: أحدهما: أن الخبر محذوف، والأخبار كثير حذفها إذا كان في الكلام دليل عليها، وتقديره: فمن هذه الأيام يوم علينا ويوم لنا مثله (٣).


(١) انظر المفصل ص ٣٠٥.
(٢) هذا البيت من المتقارب وقائله النمر بن تولب. انظر شعره ص٥٧ (صنعة نوري القيسي بغدا). وهو من شواهد سيبويه ١/ ٨٦، والكشاف ١/ ٤٦٦، والهمع ١/ ١٠١، وثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي ص ٦٤١ (تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم).
(٣) قال سيبويه: "سمعناه من العرب ينشدونه. يريدون: نساء فيه ونسر فيه". الكتاب ١/ ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>