للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها أشارير من لحم تتمره ... من الثعالي ووخز من أرانيها (١)

يقول: كانوا يطعمونها كل يوم لحم الأرانب والثعالب لعزتها عندهم. والتتمير التقديد. يقال: تمر اللحم أي: قدده. والأشارير قطع القديد. والوخز الشيء القليل. وفي بعض النسخ متمرة. وواحد الأشارير إشرارة، وهو ما يبسط عليه الأقط وغيره. ومن في المواضع الثلاثة: أما: من لحم تتمره، فهي للتبيين على هذه الرواية. وأما: من الثعالي، ووخز من أرانيها، فيجوز في كل واحدة منهما الأمران: أن تكون مبينة ومبعضة، فالتبين في الأول للأشارير وفي الثاني للحم، وفي الثالث للوخز. والتبعيض ظاهر فيهما. ولا يجوز أن تكون الأولى مبعضة على هذه الرواية التي هي: تتمره، لأن "تتمره" صفة للحم وهي الأشارير، فكيف يقال: اللحم الذي هو الأشارير بعض الأشارير؟ هذا خلف. نعم على من قال: متمرة، يجوز فيها ما جاز في أختيها من الوجهين لأن متمرة صفة لـ "أشارير". وقوله: لها، أي: للغبة، وهي فرخ عقاب كانت لبني يشكر.

[إملاء ٣٩]

[مسألة في الصفة]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثماني عشرة على قول الشاعر في المفصل (٢).


(١) هذا البيت من البسيط. وقد اختلف في قائله، فقد نسبه سيبويه لرجل من بني يشكر ٢/ ٢٧٣. ونسبه ابن منظور لأبي كاهل اليشكري. اللسان (تمر، رنب). ونسبه الشنقيعلي في الدرر للنمر بن تولب اليشكري ١/ ١٥٧. وهو من شواهد المقتضب ١/ ٢٤٧. والمقرب ٢/ ١٦٩. والهمع ١/ ١٨١. وأورده الزمخشري شاهداً على إيدال الباء ياء في قوله: الثعالي وأرانيها.
(٢) صفحة ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>