للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفعوله متصل، ولكن الفاعل أيضاً متصل، فقال: وهو غير متصل، لتخرج تلك الصورة، لأن الحكم فيها بالعكس، إذ الفاعل ثم واجب التقديم والفاعل هنا واجب التأخير.

[إملاء ٣٦]

[حد المصدر]

وقال مملياً [بدمشق سنة تسع عشرة وستمائة] (١) على قوله (٢): "المصدر اسم الحدث الجاري على الفعل". قال: اسم الحدث (٣) يشمل شيئين: أحدهما: اسم حدث فعله فاعل فعل مذكور كـ "ترباً وجدلا"، فهذا لا يكون إلا مفعولاً. والثاني: اسم حدث سواء فعله فاعل فعل أو لم يفعله كقولك: ضربت ضرباً، وأعجبني الضرب.

وقوله: "الجاري على الفعل"، احتراز من اسم الحدث الذي لا يجري على الفعل مثل: ترباً وجندلاً، وما أشبه ذلك (٤). والفرق بين البابين هنا وفي المنصوبات في قوله (٥) ك "المصدر هو اسم ما فعله فاعل فعل مذكور"، أن ثم ذكرنا المفعول المطلق الذي فعله فاعل الفعل المذكور سواء جرى على فعله أو لم يجر، وههنا ذكرناه باعتبار كونه جارباً على فعل في لفظه ومعناه.


(١) زيادة من ب، د.
(٢) الكافية ص ١٤.
(٣) يعني بالحدث معنى قائماً بغيره سواء صدر عنه كالضرب والمشي أو لم يصدر كالطول والقصر. شرح الكافية للرضي ٢/ ١٩١.
(٤) قال الرضي: "ولو قال اسم الحدث الذي يشتق منه الفعل لكان حداً تاماً على مذهب البصرية، فإن الفعل مشتق منه عندهم". شرح الكافية ٢/ ١٩١.
(٥) الكافية ص ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>