للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمكن أن يقال عن الأول: لا يلزم أن يكون المعنى: ما أنتفى أحدهما، بل المعنى: ما لم يكن أحدهما. وفرق بين قول القائل: انتفى أحد الأمرين، وبين قول القائل: ما كان واحد من الأمرين. فإن الأول لا ينفي إلا (١) أحدهما لأنه نكرة ليست في صريح سياق النفي، والثاني ينفيهما جميعاً، لأنها نكرة في صريح سياق النفي. فإذا لا فرق في المعنى بين أن تكون: إلى أن، وبين أن تكون العاطفة. فكان حملها على العاطفة أولى، لأنه الأكثر. وإما فلا يلزم من مشاركتهن الممسوسات فيما ذكر مشاركته لهن فيما وراء ذلك. هذا مع أنه قد ذكر ثانيا ما يدل على انتقاء وهم المشاركة. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ١١٤]

[معنى قوله تعالى: {وما ينبغي له}]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة أربع وعشرين وستمائة على قوله تعالى: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} (٢):

يقال: ما ينبغي، بمعنى: ما يستقيم عقلاً، كقوله تعالى: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً} (٣). ويقال: ما ينبغي، بمعنى: أنه ما يفعله الله لمصلحة علمها، كقوله تعالى: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} ". وكقوله تعالى: {وما تنزلت به الشياطين. وما ينبغي لهم وما يستطيعون} (٤). ويقال: ما ينبغي في الحرام والمكروه.

والمصلحة التي علمها الله أنه لو كان ممن يقول الشعر لتطرقت التهمة عند كثير من الناس في أن ما جاء به من قبل نفسه لتقويه عليه بقوة الشعر، كما جعله


(١) إلا: سقطت من د.
(٢) يس: ٦٩.
(٣) مريم: ٩٢.
(٤) الشعراء: ٢١٠، ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>