للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المبتدأ أو الخبر، يدل على ذلك وجوب الكسر في قولك: علمت إن زيداً لقائم، وإنما انتصب بعدها توفيراً لما تقتضيه "علمت" من معنى المفعولية. وإذا تحقق أنها في حكم المكسورة وجب أن تكون هذه المفتوحة بعدها في حكم المكسورة، فجاز العطف على موضعها إجراء لها مجرى المكسورة لأنها في حكمها. فإن كانت المفتوحة على غير هذه الصفة لم يجز العطف على اسمها بالرفع، مثل قولك: أعطبني أن زيداً قائم وعمراً. فلا يجوز إلا النصب، ولا يستقيم الرفع بحال عطفا على اسم "أن" لأن ليست مكسورة، ولا في حكم المكسورة، لأنها في موضع مفرد من كل وجه. وقد ذكرنا في غير موضع تعليل تخصيص المكسورة بذلك (١). والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٤٧]

[معنى قوله تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين}]

وقال أيضاً مملياً بالقاهرة سنة اثنتى عشرة على قوله تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} (٢): قوله: {حتى نعلم}. العلم يطلق باعتبار الرؤية، والشيء لا يرى حتى يقع. والثاني: أن العلم بمعنى المجازاة، فكأنه قال: حتى نجازي المجاهدين منكم والصابرين. ومعنى الابتلاء: أن الله تعالى يفعل بنا فعلاً يسمى بلاء من بعضنا لبعض (٣). والله أعلم بالصواب.


(١) انظر الإملاء (٣١) من هذا القسم.
(٢) محمد: ٣١.
(٣) قال القرطبي في معنى هذه الآية: "ولنبلونكم أي: نتعبدكم بالشرائع وإن علمنا عواقب الأمور. وقيل: لنعاملنكم معاملة المختبرين. وقال ابن عباس: حتى نعلم: حتى نميز. وقال علي رضي الله عنه: حتى نرى" ١٦/ ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>