للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره: الأمر كذلك (١)، ولا يلزم نفي الارتباط، لأن أمره بوجود (كذلك) وعدمه على سواء، لأنه معمول له في الحقيقة.

ويجوز أن يكون من تتمة قوله: (وقال الذين لا يعلمون)، على الوجه الذي ذكرناه في تشبيه ما يذكر بما استقر في الذهن، وفائدته في التحقيق تقرير ما ذكر وتحقيقه، وإنه على طبق ما ذكر من غير مبالغة ولا نقصان في معناه، ولا يلزم منه قطع ارتباط لما ذكرناه. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٤٢]

[معنى النهي في قوله تعالى: {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}]

وقال مملياً بدمشق سنة سبع عشرة على قوله تعالى: {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (٢):

إن قيل: كيف نهى عن الموت وليس الانكفاف عنه من مقدوره، وإنما ينهى عما للمكلف تركه؟ والجواب من وجهين: أحدهما: أنا نقول: إن النهي طلب لانتفاء الفعل، وانتفاء الفعل ليس بفعل، فالنهي واقع عما للمكلف توصل إلى انتفائه وهو الموت في حال غير الإسلام، إذ لم ينه عن الموت مطلقاً وإنما نهي عن الموت في حال غير حال الإسلام، وذلك مما يتوصل إليه بالثبوت والدوام على الإسلام، فينتفي المنهي عنه على الوجه المطلوب. الثاني (٣): وإن سلمنا أن النهي طلب للترك، والترك فعل، فالنهي عنه في التحقيق مزايلة


(١) ويجوز أن يكون في موضع رفع على الابتداء وما بعد ذلك الخبر. انظر مشكل إعراب القرآن ١/ ١٠٩.
(٢) آل عمران: ١٠٢. وقبلها: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته".
(٣) في د: الوجه الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>