للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرناه. وليس بمستقيم لأن الآية لم تسق لذلك، فوجب حملها على ما يوافق المعنى الذي سيقت لأجله وهو عموم قلوب المتكبرين. ثم لا يخلو إما أن يذكر مضاف "كل" معها أو لا يذكر. فإن ذكر فالا خبار بالمفرد في الأكثر، قال تعالى: {وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} (١). و (آتيه) مفرد. وإذا لم يذكر معها فالا خبار بالجمع، قال الله تعالى: {وكل أتوه} (٢). وآتوه، على القراءتين (٣). وقال: {وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم} (٤). وسر ذلك هو أنه إذا لم يذكر أرادوا أن ينبهوا على ذلك بخصوصية اللفظ الدال على الجمع وإن كانت "كل" تشعر بذلك

[إملاء ٩١]

[الفرق بين الجملة الانشائية والخبرية]

وقال ممليا: الكلام ينقسم إلى الجملة الانشائية وإلى الجملة الخبرية. فالخبرية: كل جملة ن متعلق علم تحقيقا أو تقديرا. والإنشائيه: كل جملة عن نفس المعنى من غير اعتبار تعلق العلم به. وبيانه أنك إذل قام بنفسك طلب الماء من زيد وعلمت حصول ذلك الطلب، فإذا قصدت التعبير عن الطلب باعتبار تعلق العلم به قلت: طلبت من زيد ماء. فإن قصدت إلى التعبير عن نفس الطلب من غير نظر إلى تعلق العلم


(١) مريم: ٩٥.
(٢) النمل: ٨٧.
(٣) قرأ أبو عمرو وعاصم والكسائي ونافع وابن عامر وابن كثير: آتوه، وقرأ الأعمش ويحيى وحمزة: أتوه. انظر: القرطبي١٣/ ٢٤١.
(٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>