للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمكن أن يقال أيضاً: لو جاز: يا زيد الطويلاه، لجاز: جاءني زيد الطويلاه، ولم يجز فلا يجوز. ووجه الملازمة أن علامة الندبة إنما تلحق المندوب، والطويلاه ليس بمندوب، فلو لحقت الطويلاه للحقت ما ليس بمندوب مطلقاً.

[إملاء ٦]

[محل الضمائر بعد "لولا" و"عسى"]

مسألة. قال: مذهب سيبويه رحمه الله في اللغة الضعيفة (١) التي جاءت في "لولا" و"عسى" في قولهم: لولاي ولولانا، وفي قولهم: لولاك إلى لولاكن، وفي: لولاه إلى لولاهن، وفي: عسى عساي وعسانا، وفي: عساك إلى عساكن، وعساه إلى عساهن، أن الضمائر بعد "لولا" في محل الجر بـ "لولا"، وأن لـ "لولا" مع المكني حالاً يخالفها مع المظهر. والمكني بعد "عسى" في محل النصب بـ "عسى" إجراء لها مجرى لعل (٢).

ومذهب الأخفش أن الضمائر في البابين في محل الرفع (٣) على ما كان عليه في اللغة الفصيحة، فحملوا الرفع على الجر في "لولا"، والرفع على النصب في "عساك" و"عساه".


(١) وقد نقل الزمخشري أن هذه اللغة رواها الثقات من العرب. فكيف تكون ضعيفة؟ انظر: المفصل ص ١٣٥.
(٢) قال سيبويه: هذا باب ما يكون مضمراً فيه الاسم متحولاً عن حاله إذا أظهر بعده الاسم. وذلك لولاك ولولاي، إذا أضمرت الاسم فيه جر، وإذا أظهرت رفع. ولو جاءت علامة الإضمار على القياس لقلت: لولا أنت. ولكنهم جعلوه مضمراً مجروراً. والدليل على ذلك أن الياء والكاف لا تكونان علامة مضمر مرفوع. وهذا قول الخليل رحمه الله ويونس. وأما قولهم: عساك، فالكاف منصوبة. والدليل على أنها منصوبة أنك إذا عنيت نفسك كانت علامتك ني. انظر الكتاب ٢/ ٣٧٣، ٣٧٤، ٣٧٥.
(٣) قال سيبويه: "وهذا وجه رديء". الكتاب ٣/ ٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>