للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٨٣]

[إعراب قوله تعالى: {زهرة الحياة}]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثلاث وعشرين على قوله تعالى: {زهرة الحياة الدنيا} (١): الأظهر أن يكون منصوباً بفعل مقدر دل عليه ما تقدم، أي: جعلنا لهم، أو آتيناهم ونحوه (٢)، لأنه إذا متعهم بها فقد جعلها وأتاها، وليس في ذلك شيء من التعسف، لأن حذف الفعل لقيام قرينة سائغ واقع فصيح. ويجوز أن يكون الفعل "أعني" بياناً لما، أو للضمير في (به) أو (أزواجاً) وهو الذي يسمى نصباً على الاختصاص، كما تقول: هم العرب أقرى الناس للضيف، ولا تعسف فيه.

ويجوز أن يكون بدلاً من (أزواجاً) على حذف مضاف (٣)، أي: أهل زهرة الحياة الدنيا، ويكون بدل الكل من الكل على المبالغة، كأنه جعلهم الزهرة والزينة على الحقيقة. وجعله بدلا من (ما) ضعيف (٤)، إذ لا يقال: مررت بزيد أخاك، أو من (به) أضعف، لأنه مثله وزيادة، للإبدال من المضمر العائد إلى الموصول فيزيده ضعفاً لأنه يصير من باب قولك: زيد رأيت غلامه رجلا صالحاً، وفي جوازها قولان. وجعله صفة لـ (أزواجاً) على حذف مضاف، أو إجراء لزهرة مجرى المصادر على معنى مزينين، ضعيف، لأنه يوجب حذف التنوين للالتقاء الساكنين وهو ضعيف، ويوجب أن تكون (الحياة الدنيا) بدلاً من (ما)، وهو خلاف الظاهر. ولذلك (٥) جعله حالاً من (ما) أو من الضمير لا يجابه


(١) طه: ١٣١
(٢) نص عليه الزمخشري، الكشاف ٢/ ٥٥٩. وأبو البقاء، إملاء ما من به الرحمن ٢/ ١٢٩.
(٣) ذكره أبو البقاء. إملاء ما من به الرحمن ٢/ ١٢٩.
(٤) ذكره أبو البقاء. المصدر السابق.
(٥) في ن، د، س: وكذلك، والصواب ما أثبتناه، لأن المقصود التعليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>