للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصف خيلاً بحسن الألوان كأنها أشربت الدم. كأن متونها، أي: كأن ظهورها جرى فوقها لون الإذهاب أو لون شيء مذهب. واستشعرته، أي: جعلته شعارها. يقال: استشعرت الثوب، إذا جعلته يلي الجسم، وسمي شعاراً من ذلك. وموضع الاستشهاد منه ظاهر.

[إملاء ٩٦]

[معنى بيت لعمر بن أبي ربيعة]

وقال أيضاً مملياً على قول الشاعر في المفصل (١):

إذا هي لم تستك بعود أراكة ... تنخل فاستاكت به عود إسحل (٢)

يعني: أنها يتخير لها ما تستاك به. وعود الأراك هو المختار عندهم للسواك، فإذا لم تستك به لأمر لم تعدل إلا إلى ما يتنخل ويختار من الأسحل، فيكون ما يختار منه لجودته يقارب الأراك.

[إملاء ٩٧]

[إضافة ما فيه الألف واللام إلى المضمر المتصل]

وقال أيضاً ممليا على قول الشاعر في المفصل (٣) (٤):


(١) ص ٢٠.
(٢) هذا البيت من البحر الطويل. وقائله عمر بن أبي ربيعة. انظر شرح ديوانه ص ٤٩٨ (محمد محي الدين عبد الحميد). وهو من شواهد سيبويه ١/ ٧٨. ونسبه ابن السيرافي لطفيل الغنوي ١/ ١٣٠. واستشهد به الزمخشري على إعمال الفعل الأول والإضمار في الثاني وهو قوله: تنخل فاستاكت. وأراك وإسحل: شجران يستاك بهما.
(٣) ص ٨٥، ولم يذكر الزمخشري إلا البيت الأول.
(٤) هذان البيتان لعبد الرحمن بن حسان من قصيدة يهجو فيها مسكين الدارمي، وهما من البحر الخفيف. والبيت المستشهد به هو الأول. وهو من شواهد ابن يعيش ٢/ ١٢٣، واللسان (سب). وقد ذكر المؤلف معناه وموضع استشهاده. أما البيت الثالث فهو ليس لعبد الرحمن بن حسان وإنما هو لحسان بن ثابت. انظر ديوانه ص ٢٢٥ (بيروت). وسيأتي الحديث عنه في الإملاء (٥٨) من الأمالي المطلقة إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>