للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ١٩]

[إعراب قوله تعالى: "أو أشد خشية"]

وقال أيضاً مملياً بالقاهرة سنة عشر على قوله تعالى: {أو أشد خشية} (١):

يجوز في نصبه (٢) أوجه: أحدها: وهو اختيار الزمخشري (٣)، أن يكون حالاً معطوفاً على الكاف، فيكون المعنى: تخشون الناس مثل أهل خشية الله، ولا يجوز أن تكون (٤) الكاف نعتاً لمصدر محذوف عنده، لأنه كان يلزم أن يكون أو أشد خشية، لأن أفعل التفصيل إذا ذُكر بعده ما هو من (٥) جنسه وجب أن يكون مخفوضاً، لأن الغرض نسبته إلى شيء اشترك هو وهم في ذلك المعنى وزاد عليهم، وهذا معنى الإضافة، إلا أنه خالف باب الإضافة من حيث إنه تجب إضافته إلى شيء هو بعضه، فيكون التقدير: يخشون الناس مشبهين لأهل خشية الله أو أشد. فأشد على هذا في موضع نصب عطفاً على الكاف (٦). ولا ينبغي أن تكون في موضع خفض عطفاً على الأهل الذي قامت (خشية) مقامه، لأنه يكون التقدير: مثل أهل خشية الله، أو مثل قوم أشد خشية، فيكون فيه حذف موصوف وإقامة الصفة مقامه، وليس بقياس في غير المصادر.


(١) النساء: ٧٧ وقبلها: "فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله".
(٢) أي: نصب (أشد).
(٣) قال الزمخشري: "وأشد معطوف على الحال". الكشاف ١/ ٥٤٣.
(٤) في ب، س: يكون.
(٥) من: سقطت من ب، د.
(٦) وهو ما نص عليه مكي بن أبي طالب. والكاف عنده في موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره: خشية مثل خشينهم الله. انظر مشكل إعراب القرآن ص ٢٠٣ (تحقيق حاتم الضامن).

<<  <  ج: ص:  >  >>