للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الفاعل متقدما. ألا ترى أنك لو قلت: الله يشكر الحسنات إن فعلت أو إن فعلها الناس، كان صحيحا.

[إملاء ١٩١]

[الكلام في قولهم: ليس الطيب إلا المسك]

وقال: إن قيل في قولهم: ليس الطيب إلا المسك (١): إذا جعلتم في "ليس" اسمها مضمرا فيها ضمير الشأن والقصة (٢)، والجملة بعده مفسرة له، فالجملة هي التي تستقل بالإفادة. ولو قلت: الطيب إلا المسك، لم يجز، فكيف صح أن تقع الجملة مفسرة على هذا التقدير؟. فالجواب: أن الجملة المذكورة مفسرة لما قبلها مثبتا كان أو منفيا، وما نحن فيه كذلك. ألا ترى إلى قوله:

وليس منها شفاء الداء مبذول (٣)


(١) قال ابن هشام: "فإن بني تميم يرفعونه حملا لها على ما في الإهمال عند انتقاض النفي، كما حمل أهل الحجاز ما على ليس في الإعمال عند استيفاء شروطها، حكى ذلك عنهم أبو عمروبن العلاء، فبلغ ذلك عيسى بن عمر الثققيفجاءه فقال: يا أبا عمرو ما شيء بلغني عنك؟ ثم ذكر له، فقال له أبو عمرو: نمت وأدلج الناس، ليس في الأرض تميمي إلا وهو يرفع، ولا حجازي إلا وهو ينصب. ثم قال لليزيدي، ولخلف الأحمر: اذهبا إلى أبي مهدي فلقناه الرفع فإنه لا يرفع، وإلى المنتجع التميمي فلقناه النصب فإنه لا ينصب، فأتياهما وجهدا بكل منهما أن يرجع عن لغته فلم يفعل، فأخبرا أبا عمرو وعنده عيسى، فقال له عيسى: بهذا فقت الناس". انظر: مغني اللبيب ١/ ٣٢٦ (دمشق).
(٢) أجازه أبو على الفارسي. مغني اللبيب ١/ ٣٢٦ (دمشق).
(٣) هذا عجز بيت من البسيط وصدره: هي الشفاء لدائي لو ظفرت بها. وقائله هشام أخو ذي الرمة كما قال سيبويه ١/ ٧١. وهو من شواهد المقتضب ٤/ ١٠١، والهمع ١/ ١١١، والغني ١/ ٣٢٧ (دمشق)، وابن يعيش ٣/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>