للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٢١]

[العامل في قوله تعالى: {إذ تدعون}]

وقال أيضاً بالقاهرة سنة ثلاث عشرة مملياً على قوله تعالى: {إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون} (١):

العامل في {إذ تدعون} على وجه (لمقت الله) الأول (٢)، ومعناه: لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم في الآخرة. وليس فيه من الاعتراض سوى الفرق بين المصدر ومعموله بالأجنبي وهو (أكبر) الذي هو الخبر. والجواب عن هذا بأن الظروف اتسع فيها.

وقيل: العامل فيه (مقتكم) الثاني، فيكون المعنى: لمقت الله إياكم أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون. فاعترض عليه (٣) بأنهم لم يمقتوا أنفسهم إذ كانوا يدعون في الدنيا. فأجيب عنه بأمرين: أحدهما: أن المراد إذ صح كونكم تدعون، مثل قوله: {إذ ظلمتم} (٤). معناه: إذ ثبت ظلمكم، أي: قامت الحجة به عليكم. فعلى هذا يكون: {إذ تدعون} زمن الآخرة أو يكون المراد بأنفسكم أمثالكم من المؤمنين، فيكون (إذ تدعون) للدنيا، والمراد باللفظ غيرهم.

ويجوز أن يكون العامل فيه (أكبر) على التقديرات كلها. ويجوز على


(١) غافر: ١٠.
(٢) وقد نص ابن جني على ذلك. انظر الخصائص ٣/ ٢٥٦ (حققه محمد علي النجار). ولم يجوزه أبو البقاء. انظر إملاء ما من به الرحمن ١/ ٢١٧.
(٣) في س: عليهم. وما أثبتناه أنسب.
(٤) الزخرف: ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>