للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كانت "ما" تعنى الذي فسد لما يؤدي إليه من اختلال المعنى، وذلك أن " كسيرا" يكون خبرا لـ "يزال" فيكون المعنى: فما يزال كسيرا على الحقيقة أو شبه كسير. ثم قوله: كأنه من التي يقمن على الثلاث، تشبيه للشيء بشيء آخر هو على حاله، لأنه على هذا لأنه على هذا إنما شبهه بالخيل التي تقوم على الثلاث، فصار قائلا: كأن هذا القائم على الخيل القائمة على ثلاث، لخروج " كسيرا" عن حيز " كأن" ودخوله في حيز "ما يزال". هذا إن جعلت " كسيرا" و"كأنه" خبرا بعد خبر. فإما إن لم تجعله كذلك فسد لذلك، ويكون "كأن" مع ما في حيزها تخرج عن الربط بما هو معها، وذلك فاسد.

[إملاء ١٢]

[توجيه إعراب كلمة في بيت ينسب لأبي نواس]

وقال ممليا [بالقاهرة] (١) على قول الشاعر:

غير مأسوف على زمن ... ينقضي بالهم والحزن (٢)

لايصح أن يكون له (٣) عامل لفظي. وإذا لم يكن له عامل لفظي فإما أن يكون مبتدأ وإما أن يكون خبر مبتدأ. ولايصح أن يكون مبتدأ لأنه لا خبر له، لأن الخبر إما أن يكون ثابتا أو محذوفا، الثابت لا يستقيم لأنه إما " على زمن"، وإما " ينقضي"، وكلاهما مفسد للمعنى. وأيضا فإنك إذا جعلته مبتدأ لم يكن بد من أن تقدر قبله موصوفا (٤)، وإذا قدر قبله موصوف (٥) لم يكن بد من أن تكون


(١) زيادة من ب، د.
(٢) هذا البيت من البحر المديد وينسب لأبي نواس، وليس في ديوانه (تحقيق وضبط وشرح أحمد عبدالمجيد الغزالي). وهو من شواهد الرضي ١/ ٨٧، والهمع ١/ ٩٤، والمغني ١/ ١٧١ (دمشق).
(٣) الضمير في (له) يعود على (غير) المذكورة في بداية البيت.
(٤) في الأصل وفي ب، د: موصوف، وهو خطأ، لأنه مفعول به.
(٥) وإذا قدر قبله موصوف: سقطت هذه العبارة من د.

<<  <  ج: ص:  >  >>