للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الترك البيان ما يطلب منه ثم قال: فإني لا أتوب مما يطلب مني تركه. ألا ترى أنه لو قال: وأما من هوى ليلى وتوبتي من زيارتها فإني لا أتوب، لكان مستقيما. على أن المعنى: فإني لا أتوب مما يطلب مني التوبة منه، لا على معنى: فإني لا أتوب من بوبتي، فكذلك هذا، إذ لا فرق بين أن يقول: وتركي زيارتها أو: وتوبتي من زيارتها. ومن زعم أن "لا" زائدة محافظا على ما تقدم من المعنى فقد أفسده بالنظر الى قوله: وأما من هوى ليلى، لأن المعنى يصير: فإني أتوب من هوى ليلى، وهو فاسد، ولا يستقيم أن يكون الحرف الواحد زائدا غير زائد.

[إملاء ١٨]

[الجواب عن سؤال في بيت لأبي صخر الهذلي]

وقال رحمه الله وقد استفتي في قوله الشاعر:

وإني لتعروني لذكراك فترة ... كما انتفض العصفور بلله القطر (١)

فقيل له: إن شخصين تنازعا فقال أحدهما: البيت: هزة ورعدة، ولا يستقيم معنى البيت على "فترة"، فسئل هل يستقيم معنى البيت على هذه الرواية وقد نقلها غير واحد ممن يوثق بنقله عن الأمالي (٢) لأبي على البغدادي (٣)؟ فكتب مجيبا بخط يده الكريمة ما هذه صورته وهو أن قال:


(١) هذا البيت من الطويل وقائله أبو صخر الهذلي. وقد ورد في كتب اللغة والأدب بعدة روايات: فترة، هزة نفضة، رعدة. والبيت من شواهد المقرب١/ ١٦٢، وابن يعيش٢/ ٦٧، والهمع١/ ١٩٤، وأوضح المسالك٢/ ٢٢٧.
(٢) رواية أمالي القالي (١/ ١٤٩): هزة.
(٣) هو إسماعيل بن القاسم. ولد سنة ٢٨٨هـ بديار بكر. يقدم بغداد سنة ٣٠٣هـ، فقرأ النحو والعربية والأدب علي الزجاج وابن السراج وابن الأنباري. خرج من بغداد سنة ٣٢٨هـ فدخل قرطبة سنة٣٣٠هـ. صنف بها الأمالي والنوادر. ومات بها سنة ٣٥٦هـ. انظر: بغية الوعاة ١/ ٤٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>