للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجود ظاهر يغني عنه، مع أن التقدير والأضمار على خلاف الأصل، فلا يصار إليه إلا لضرورة (١)، ولا ضرورة تلجئ إلى ذلك. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ١٠٢]

[حذف مفعول الفعل المتعدي في قوله تعالى: {وأصلح لي في ذريتي}]

وقال أيضاً ممليا بدمشق سنة ثلاث وعشرين على قوله تعالى: {وأصلح لي في ذريتي} (٢): هذا من باب قولهم: فلان يعطي ويمنع، ويصل ويقطع، مما استعمل فيه الفعل المتعدي محذوفاً مفعوله حذفاً غير مقصود به مفعول مراد، كأنه قيل: يفعل العطاء والمنع والصلة والقطع، من غير قصد إلى مفعول مراد على نحو خصوص أو عموم. وهو أبلغ في المدح من القصد إلى مفعول، على طريقة خصوص أو عموم. وغذا قصد هذا المعنى لما فيه من المبالغة، ثم قصد المتكلم به ذكر خصوصية متعلقة أجراه مجري الأفعال غير المتعدية، وجعل ذلك كأنه (٣) محل له، وكذلك قول الشاعر:

وإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها ... إلى الصيف يجرح في عراقيبها نصلي (٤)

...

وموضع الاستشهاد من البيت: يجرح في عراقيبها. ومن الآية: {وأصلح


(١) في د: بضرورة.
(٢) الأحقاف: ١٥.
(٣) في م: على أنه.
(٤) البيت من الطويل، وهو لذي الرمة، انظر ديوانه ص ٥٧٥ (المكتب الإسلامي للطباعة والنشر. دمشق). وهو من شواهد المفصل ص ٥٤٠، وابن يعيش ٢/ ٣٩، ومغني اللبيب ٢/ ٥٧٥ (دمشق)، والخزانة ١/ ٢٨٤. ومعنى البيت: إذا اعتذرت الإبل إلى الضيف من قلة لبنها فإنه يعقرها لتكون بدل اللبن. والشاهد فيه حذف مفعول "يجرح" والمراد: يجرحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>