للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير سائغ. وإما في موضع صفة لمعنى قولك: ها، إذ معناه: لضغمهما مثلها، إذ الأولى لم تصب هذين وإنما أصابهما مثلها، فهو في المعنى مراد، فـ "مثل" (١) نكرة وإن أضيفت إلى المعرفة، فجاز أن توصف بالجملة.

ويجوز أن يكون: يقرع العظم نابها، جملة مستأنفة لتبيين أمر الضغمة في الموضعين جميعاً، فلا موضع لها من الإعراب، لأنها لم تقع موقع مفرد. وما يتوهم من أن "لضغمهماها" مضاف إلى المفعول و"ها" في المعنى فاعل فيؤدي إلى أنه أضاف إلى المفعول وأتى بعده بالفاعل بصيغة ضمير المنصوب، مندفع بما تقدم من أنه لم يرد أن الشدة عضت، وإنما أراد أنهما عضا الشدة، إذ لا يستقيم أن يضاف المصدر إلى المفعول ويؤتي بالفاعل بصيغة ضمير المنصوب باتفاق، فوجب حملة على ما ذكرناه دفعاً لما يلزم مما أجمع على امتناعه.

[إملاء ٧٥]

[قول لابن برهان والرد عليه]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثماني عشرة على قول الشاعر في المفصل (٢):

كم نالني منهم فضلاً على عدم ... إذ لا أكاد من الاقتار أحتمل (٣)


(١) في ب، د، س: ومثل:
(٢) ص ١٨١.
(٣) هذا البيت من البسيط وقائله القطامي، وهو عمير بن شييم، من قصيدة يمدح فيها عبد الواحد بن الحارث بن الحكم والي المدينة في عهد مروان بن الحكم الأموي. انظر ديوانه ص ٦ (تحقيق ياكوب بارث – ليدن ١٩٠٢م). وهو من شواهد سيبويه ٢٠/ ١٦٥ والمقتضب ٣/ ٦٠ والإنصاف ١/ ٣٠٥ والرضى ٢/ ٩٧. واستشهد به الزمخشري على أنه لما فصل بين "كم" ومميزها نصب المميز، وهذا مذهب البصريين. أما عند الكوفيين فإنه يجر. انظر الإنصاف ١/ ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>