للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ١٠٤]

[الفائدة من ذكر الشيخ والشيخة في قوله: الشيخ والشيخة إذا زنيا]

وقال ممليا سنة [خمس وعشروين] (١) وقد سئل عن قوله (٢): "الشيخ والشيخة إذا زنيا فار جموهما البتة نكالا من الله ورسوله". فقيل: ما القائدة من ذكر الشيخ والشيخة، وهلا قيل: المحصن والمحصنة؟ فقال هذا من البديع في باب المبالغة، أن يعبر عن الجنس في باب الذم بالأنقص والأخس، وفي باب المدح بالكبر والأعلى. فيقال: لعن الله السارق ربع دينار فتقطع يده. والمراد: يسرق رب دينا فصاعدا، إلى أعلى ما يسرق، وقد تبالغ فتذكر ما لا يقطع به تقليلا كما في الحديث (٣): "لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده". وقد علم أنه لا يقطع بالبيضة. وتأويل من اوله بيضة الحرب تأباه الفصاحة. وكذلك قول الشاعر حكاية عمن قتل تحريضا لهم على أخذ الثأر وترك الدية:

فلا تأخذوا منهم إفالا وأبكرا ... وأترك في بيت بصعدة مظلم (٤)


(١) زيادة من ب، د.
(٢) هذا مما نسخ تلاوته وبقي حكمه فيعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول. كما روي أنه كان يقال في سورة النور: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله. ولهذا قال عمر: لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي. انظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي ٢/ ٣٥ (تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم).
(٣) رواه البخاري (حدود: ٧)، ومسلم (حدود:٧)، والنسائي (قطع السارق: ١)، وابن ماجه (حدود: ٢٢).
(٤) هذا البيت من البحر الطويل وهو لكبشة أخت عمرو بن معد يكرب كما في أمالي القالي ٢/ ٢٢٦، وذيل الأمالي والنوادر ص ١٩٠، وحماسة أبي تمام ١/ ٧١. ونسبه الجاحظ في الحيوان (٤/ ١٢٧) لكبشة بنت عمرو بن معد يكرب. الإفال: صغار الإبل بنات المخاض. وصعدة: بلدة في اليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>