للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٢٤]

[جواز الاشارة إلى شيء موجود في الذهن]

وسئل بالقاهرة في ورقة أرسلها أبوعلي الحاسب (١) عن قولهم: أكلت هذا الرغيف، فقيل في السؤال: كيف تصح الإشارة إلى شيء وهو معدوم؟ فأجاب بأن المشار إليه لا يشترط أن يكون موجودا حاضرا بل يكفي أن يكون موجودا ذهنا. والدليل عليه قوله تعالى: {تلك الدار الآخرة} (٢)، وهي

[إملاء ٢٥]

[لا يستقيم تقدير التمييزات كلها بـ "من"]

وقال أيضا ممليا [بدمشق ستة سبع عشرة وستمائة] (٣): لا يستقيم أن تقدر التمييرزات كلها بـ "من". لأن "من" المرادة بتقدير التمييز إنما هي "من" التبيينيه. وذلك أن التمييز لما كان تبيينا للمميز عنه جرت "من" التبيينية فيه. إلا أن شرط التبيينية أن تجري على مذكور. ولما كان التمييز تارة لمذكور، وتارة لمقدر لم يصح الإتيان بها في المقدر. فلذلك لا يحسن أن يقال في: حسن زيد دارا، حسن زيد من دار، ولاتصبب من عرق. فإن زعم زاعم أنه يصح أن يقال: تصبب زيد من العرق، وحسن زيد من الدار. فنقول: ليست "من" هذه "من" التي أردناها، وإنما هذه (٤) "من" التي للسببية، كقولك: جئتك من أجل أن أكرمتني. وحينئذ يفسد ما قصد من تبيين


(١) لم أعثر له على ترجمة.
(٢) القصص:٨٣.
(٣) زيادة من ب، د.
(٤) في م: وهي.

<<  <  ج: ص:  >  >>