للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٣٣]

[تعلق الجار والمجرور في قوله تعالى: {عنده من الله}]

وقال أيضاً ممليا بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} (١):

يجوز أن يتعلق (من الله) بـ (كتم)، ويكون الكتمان كتمانه عن الأداء الذي أوجبه الله ككتمانها عن الله. ويجوز أن يتعلق بما تعلق به (عنده)، أي: شهادة حاصلة عنده من الله، على معنيين: أحدهما: أن يراد أنها من قبيل الشهادات التي حصلت من الله واجباً أداؤها. والثاني: على معنى أنها شهادة حصلت من إخبار الله تعالى، وما أخبر الله تعالى به فهو حق، وكتمان الشهادة إم، ولما أخبر الله بما تقدم كان إخباره موجباً للعلم بخبره، فهي شهادة من إخبار الله، فإذا كتمها كتم شهادة حاصلة عنده من إخبار الله. ويجوز أن يقدر (من الله) متعلقا بمحذوف غير متعلق (عنده)، والمعنى سواء. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٣٤]

[توجيه قراءات قوله تعالى: {لما آتيتكم}]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم} (٢) إلى آخرها.


(١) البقرة: ١٤٠.
(٢) آل عمران: ٨١ وبعدها: "من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>