للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتح (أحدٌ) للمعذبين، والفاعل الله، فكأنه قال: لا يعذب الله يومئذ مثل عذابه لهذا الإنسان أحدا. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٤]

[دخول الفاء في جواب الشرط]

وقال أيضاً سنة سبع عشرة مملياً بدمشق، قال: إذا قلت: إن أكرمتني أكرمتك. لا يجوز دخول الفاء لما تقرر من أن حرف الشرط إذا أفاد في الجزاء استقبالاً لم يجز دخول الفاء، وكل موضع لم يفد فيه الشرط استقبالاً إنه يجب دخول الفاء، وكل موضع يحتمل الأمرين يجوز فيه الوجهان (١). وهذا مقرر بعلله في الإملاء على المفصل (٢)، وفي المسائل الدمشقية (٣) وفي الإملاء على المقدمة (٤)، فيطلب في أماكنه.

قال: فإن قيل: قوله تعالى: "إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين. وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين" (٥)، فإنه مثل المسألة المفروضة المتقدمة في امتناع دخول الفاء. فكيف صح دخول الفاء في الآية؟ والجواب عنه: أنه لم يُفذْ فيه الشرط استقبالاً البتة، لأنه إخبار


(١) انظر شرح الرضى على الكافية ٢/ ٢٦٢ (دار الكتب العلمية. بيروت).
(٢) انظر الإيضاح في شرح المفصل ٢/ ٢٤٨ قال ابن الحاجب. "وأما الجائز فكل موضع وقع فيه الجزاء مضارعاً مثبتاً أو منفياً بلا كقولك: إن أكرمتني أكرمتك، وإن أكرمتني فأكرمك، وإن أكرمتني لا أكرمك، وإن أكرمتني فلا أكرمك. إلا أن حذف الفاء أكثر وهو في المثبت أولى".
(٣) لم يذكرها أحد ممن ترجم لابن الحاجب.
(٤) انظر شرح الكافية لابن الحاجب ص ٣٧ (طبع في استنبول سنة ١٣١١ هـ).
(٥) يوسف: ٢٦، ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>