للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغبق. ونصب "مرهفات" على أنه مفعول ثان، على طريق التمثيل كقوله:

تحية بينهم ضرب وجيع (١)

كأنه لما جعل مكانه سمي باسمه. وأبار: أهلك. وذوي أرومتها: مفعول مقدم. والأرومة: الأصل، وذووها: فاعل أبار. والضمير في "ذووها" راجع إلى المرهفات، أي: أهلك ذوي أصلها أصحابها المرهفات، وإنما يعني نفسه ومن أخبر عنه، لأن المرهفات لهم، فهم أصحابها، ولكنه جعل الفاعل ظاهرا إظهاراً وتوكيدا، لأنهم اصحاب المرهفات. والضمير في أرومتها يعود على الخزرجية. وكان القياس يقتضي أن يقول. أبرناهم بها، ولكنه عدل إلى الظاهر لما ذكرناه.

[إملاء ٥٥]

[حذف خبر إن]

وقال أيضاً ممليا بدمشق سنة ثلاث وعشرين على قول الشاعر في المفصل (٢) وهو:

إن محلا وإن مرتحلا ... وإن في السفر إذ مضوا مهلا

...

استأثر الله بالبقاء وبالعد ... ل وولى الملامة الرجلا (٣)

...


(١) هذا عجز بين من الوافر وصدره: وخيل قد دلفت لها بخيل. وقائله عمرو بن معد يكرب. انظر ديوانه ص ١٣٠ (صنعة هاشم الطعان). وهو من شواهد سيبويه ٢/ ٣٢٣. وابن يعيش ٢/ ٨٠. والشاهد فيه جعل الضرب تحية على الاتساع.
(٢) ص ٢٨. ولم يذكر الزمخشري إلا البيت الأول.
(٣) هذان البيتان من المنسرح وهما للأعشى. انظر ديوان الأعشى الكبير ص ٢٣٣ (شرح وتعليق الدكتور محمد حسين). والذي في كتب اللغة والأدب هو البيت الأول. وهو من شواهد سيبويه ٢/ ١٤١. والمقتضب ٤/ ١٣٠. والرضى ٢/ ٣٦٢. والخزانة ٤/ ٣٨١. والشاهد فيه حذف خبر إن. أي: إن لنا محلا وإن لنا مرتحلا. قال ابن يعيش: "ولا يرى الكوفيون حذف الخبر إلا مع النكرة، والبصريون يرونه مع المعرفة والنكرة. وكان الفراء يذهب إلى أنه إنما يحذف مثل هذا إذا كررت إن ليعلم أن أحدهما مخالف للآخر عند من يظنه غير مخالف". شرح المفصل ١/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>