للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤدي إلى عكس المعنى المقصود، ويصير المعنى: أن موت الأولاد سبب لمس النار وهو ضد المعنى المقصود. وإذا حمل على الوجه الثاني وهو أن الغرض أن الثاني لا يكون عقيب (١) الأول أفاد الفائدة المقصودة بالحديث، إذ يصير المعنى أن مس النار لا يكون عقيب (٢) موت الأولاد وهو المقصود بأنه إذا لم يكن المس مع موت الأولاد وجب دخول الجنة، إذ ليس بين النار والجنة منزلة أخرى في الآخرة. فثبت أن الخبر لا يمكن حمله إلا على الوجه الثاني لا على الوجه الأول (٣).

[إملاء ٨٩]

[حد الفاعل]

وقال ممليا: الفاعل هو الذي نسب الفعل إليه (٤): ولا فرق بين أن يكون الفعل دالا على أمر وجودي أو أمر نسبي أو أمر عدمي. نزلوا المعاني المعقولة كلها منزلة واحدة ولم يفرقوا بين وجود وغيره. فمثال الأول: علم زيد. ومثال الثاني: بعد زيد. ومثال الثالث: استحال الجمع بين الضدين، وشبهه.


(١) في م: عقب.
(٢) في م: عقب.
(٣) انظر: الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب ٢/ ١٦، فقد فصل القول في هذه المسألة، ولم يختلف ما قاله هناك عما قاله هنا.
(٤) وحده في الكافية بقوله: " وهو ما أسند إليه الفعل أو شبهه وقد عليه على جهة قيامه به، مثل قام زيد، وزيد قائم أبوه". انظر: شرح الكافية للرضي ١/ ٧٠. وحده الزمخشري بقوله: " هوما كان المسند إليه من فعل أو شبهه مقدما عليه أبدا"، المفصل ص١٨. وحده أو البركات الأنباري بقوله: "اسم ذكرته بعد فعل، وأسندت ذلك الفعل إليه". اسرار العربية ص ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>