للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبحان ما سبح الرعد بحمده، فإنه لما كانت ذات الباري غير معلومة الحقيقة صارت مبهمة بهذا الاعتبار. والعرب إذا كان الشيء مبهما أو أرادوا أن يبهموه أتوا فيه بلفظ "ما". ألا ترى أنك تقول لشبح رفع لك من بعيد لا تشعر به: ما ذاك؟، فإذا شعرت أنه إنسان قلت: من ذاك؟. وقوله عز وجل: {لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد} (١). أما الأول فجاء على ما تقرر (٢). وأما الثاني فعنه جوابان: أحدهما: أنه على سبيل المقابلة. والثاني: على ما تقرر في: سبحان ما سخركن لنا (٣). و"من" لمن لا يعقل في قوله: {والله خلق كل دابة} (٤) ... الآية فأتى بتفصيل هذه الكلية التي دلت على العموم.

[إملاء ٢٠٨]

[قول لا بن الخشاب والجواب عنه]

وقال ممليا: قال ابن الخشاب النجوي (٥): لا يقال ذات الله، لأن ذات بمعنى صاحبة، ولا يقال: صاحبة الله.


(١) الكافرون: ٣،٢.
(٢) لأن آلهتهم لا تعقل.
(٣) أي: إن ذات الباري غير معلومة الحقيقة فصارت مبهمة بهذا الاعتبار.
(٤) النور: ٥٤. والآية بتمامها: {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير}.
(٥) هو عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر أبو محمد بن الخشاب. صنف شرح الجمل للجرجاني، وشرك اللمع لا بن جني، والرد على ابن بابشاذ في شرح الجمل وغيرها. توفي سنة ٥٦٧هـ انظر بغية الوعاة ٢/ ٢٩، إنباه الرواة ٢/ ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>